يعتبر فن العمارة مرآة صادقة تعکس جوانب متعددة من حضارات الشعوب وثقافاتهم التي ظهرت على مر العصور وطوى التاريخ صفحاتها لتظل المباني القديمة بمثابة شواهد على تلک العصور وتصل الماضي بالحاضر من خلال تواجدها وتتحدد شخصية المدن من الطوابع المعمارية التي تضمها المدن فتکسبها صفة التمييز نتيجة طوابعها المعمارية عن المدن الأخرى أو تعطيها صفة الاشتراک مع البعض الآخر في الصفات المعمارية لمبانيها. وتعتبر مدن ليبيا من بين المدن التي تخللتها الطوابع المعمارية المختلفة. وانطلاقًا من هذه الزاوية يتحدد لنا نوع من أنواع هذه الطوابع والذي حصرناه في الطابع أو الفن العثماني في المدينة الذي يؤدي بنا حتمًا إلى البحث عن مکوناتها وکيف تمرکزت المنشآت القرمانلية العثمانية فيها .ورغم أن بعض مدن ليبيا قد حظيت ببعض الاهتمام من حيث الوصف الذي تقدمه لنا مصادر التاريخ ونصوصها وبعض النصوص الحديثة، فإن الاهتمام بالتفاصيل المعمارية للمنشآت من زاوية أثرية بقي ناقصًا، ولم تعطى له الأهمية الکبيرة لدرجة تکاد تکون الدراسات حول هذا الموضوع معدومة . الاستشهاد المرجعي بالمقال:
عبد العزيز عبد الفتاح الفضالي، عرض أطروحة: الأعمال المعمارية للأسرة القرمانلية في ليبيا (1123 – 1251هـ / 1711 – 1835م).- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحَکَّمة).- العدد الخامس والعشرون؛ سبتمبر 2014. ص 162 - 180.