تتطلب عملية تحقيق المخطوط جملة من العمليات التي تستهدف معالجة جزئيات ضبط النص وتحقيقه بما يتوافق مع المراحل العلمية لتوخي الصحة والدقة في الحصول على المعرفة التاريخية الصحيحة ولن تتأتى إلا بانتهاج ضوابط علمية تتعلق بالباحث والمخطوط المعني بالدراسة. يحتاج التحقيق إلى أمور علمية عديدة بعضها يتعلق بالمحقق ذاته وبعضها يتعلق بالمخطوط وأسلوب التحقيق، ومن الصفات التي يجب أن تتوفر في المحقق الالتزام والرغبة بتحقيق المخطوط الذي ينوي القيام بتحقيقه لأن عدم الرغبة وعدم الاقتناع لن يؤديا إلى تحقيق دقيق ثم إن الالتزام الحضاري بالتراث الثقافي هو من العوامل الهامة في التحقيق لأن هدف التحقيق لا يکمن فقط في نشر المخطوطات، وإنما يهدف أيضًا لإحياء هذا التراث ونشره والاستفادة من علومه ودرجاته. فدقة الملاحظة وامتلاک علوم أخرى وسعة المعارف هي من الصفات الواجب توفرها في المحقق، ثم إن سعة معارفه وعلومه تسهل له مهمته، لأن تحقيق المخطوطات يحتاج إلى علوم عديدة تؤدي إلى تحقيق متکامل، ولا بد من أن يمتلک ملکة النقد. بالإضافة إلى الاطلاع على أعمال المحققين السابقين للاستفادة من تجاربهم، وأساليبهم العلمية في عملية التحقيق، ولا مانع مطلقًا بل من واجب المحقق أن يستعين بذوي الخبرة والاختصاص. الاستشهاد المرجعي بالمقال:
التجاني مياطة، الضوابط العلمية الحديثة لتحقيق المخطوط العربي.- دورية کان التاريخية.- العدد الخامس والعشرون؛ سبتمبر 2014. ص 146 – 151.