شهدت تلمسان في العهد الزياني، مابين القرن (7 هـ/ 9 هـ الموافق لـ 13م/ 15م) حرکة ثقافية، وفکرية شملت جميع فنون العلم والمعرفة، جعل منها مرکز إشعاع حضاري، لذا حرص سلاطينها، وفقهاءها على تمتين العلاقة مع أهل المغرب خاصة، والمشرق، والأندلس على وجه العموم، وذلک عن طريق الرحلة العلمية، والحج إلى البقاع المقدسة في الحجاز، وبيت المقدس، فکانت فرصة ثمينة أن يحدث التلاحم، والتلاقح الفکري، ودعم الروابط الثقافية، والفکرية بين علماء تلمسان، ونضرائهم من حواضر المشرق، والمغرب، والأندلس وغيرها من البلاد العربية التي کان يشد علماء العاصمة الزيانية الرحال إليها ليس إلا لطلب العلم والاستزادة من المعرفة في مختلف المجالات، ورغم الحروب، والانقسامات السياسية التي عرفتها أغلب الأقطار الإسلامية في تلک الحقبة الزمنية، فلم يمنع ذلک من أن ينتقل طلاب العلم للقاء الشيوخ أينما وُجدوا، وأن الرحلة لطلب العلم کانت من الأمور المحمودة، وسبيلهم في دلک التحصيل العلمي وتبادل الآراء، والمعارف في شتى أنواع العلوم، والمعرف، ومد جسور التواصل الفکري والثقافي عبر الأجيال ويتمثل هذا الاتصال في تداول المعارف والکتب، وتبادل الإجازات اعترافاً متبادلاً فيما بن الشيوخ أنفسهم. الاستشهاد المرجعي بالمقال:
هادي جلول، الرحلة إلى طلب العلم في تلمسان في العهد الزياني: (من القرن 7 إلى 9هـ/ 13 إلى 15م).- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحَکَّمة).- العدد الخامس والعشرون؛ سبتمبر 2014. ص 134 – 139.