ارتبطت فکرة إنشاء قواعد خلفية أشد الارتباط بمشاکل التسليح، وبداية التحضير الميداني للثورة التحريرية، الأمر الذي دفع بنشطاء المنظمة الخاصة منذ ما قبل الانطلاقة في أول نوفمبر 1954، في التفکير والبحث عن قواعد إمداد لوجيستية وقد أکد الحاضرون في مؤتمر زدين سنة 1948على ضرورة إقامة قواعد للإمداد تحسبًا للحرکة الثورية التي يتم التحضير لها. وقد أصبح دور الخارج في دعم الثورة ذا أهمية قصوى ومن هذا المنطلق بدأ التفکير في طرابلس لجعلها قاعدة للعمل الثوري منذ سنة 1950 عقب الأزمة التي عرفتها الحرکة الوطنية واکتشاف المنظمة الخاصة، الأمر الذي دفع بنواة الثورة أو قاعدة الثورة کما يسميها البعض ممن عاصروا تلک المرحلة الحاسمة من تاريخ الجزائر، إلى التفکير في إيجاد تنظيم غير مرکزي لأن النشاط السياسي المرکزي کان عرضة للخطر، ومن بين الأماکن التي کانت محل الاهتمام هي طرابلس إلى جانب الناضور في المغرب غير أن ليبيا کانت محل اهتمام أکبر. وتتويجًا لهذه المسعى نجح مصطفى بن بولعيد في مهمة تأسيس نواة أول قاعدة خلفية لدعم الثورة في ليبيا، عرفت بقاعدة طرابلس بالتعاون والتنسيق مع بن بلة وقاضي بشير في شهر أوت 1954، وسوف نحاول في هذه الدراسة الترکيز على القواعد الأساسية للدعم بالسلاح بالإضافة إلى مستودعات ومراکز التدريب وتخزين السلاح والذخيرة على طول الحدود الغربية. وإبراز دورها في تطوّر القدرات القتالية لجيش التحرير الوطني الجزائري، وتحسين إمکانياته من حيث التأطير والتنظيم العسکري المحکم الأمر الذي مکّنه من مواجهة سياسة الحصار والتطويق الاستعمارية خصوصًا بعد مجيء الجنرال دوغول وتطبيقه لمشروعه الجهنمي للقضاء على الثورة الجزائرية بکل الطرق والوسائل المتاحة وعلى کافة الأصعدة والميادين خصوصًا بين سنوات (1958 – 1962). الاستشهاد المرجعي بالمقال:
الطاهر جبلي، القواعد الخلفية لجيش التحرير الوطني الجزائري على الحدود الغربية خلال الثورة التحريرية (1954 – 1962).- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحَکَّمة).- العدد الخامس والعشرون؛ سبتمبر 2014. ص105– 113.