يتناول المقال موضوعًا عربيًا مشترکًا طالما کان عنه الکلام الکثير منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، وهو موضوع الوحدة العربية في المشرق العربي وصداها في دول المعرب العربي على صعيد الصحافة العربية خصوصًا في الجزائر والتي عانت من بطش الاحتلال الفرنسي وتضييق الخناق عليها. ورغم دلک فقد اهتمت بقضايا العروبة تحديًا له، ومن هذه الصحافة التي کانت بحق رائدة، والمنطلقة من منطقة وادي ميزاب بالجنوب الجزائري ذات الطابع الإصلاحي نجد صحافة الشيخ إبراهيم أبو اليقظان التي وصلت إلى ثماني جرائد باللغة العربية ما بين (1926 – 1938). ومقال الوحدة العربية أردته أن يکون مصدره الرئيس جريدة الأمة (1934 - 1938) لأنها هي أطول هذه الجرائد عمرًا وفيها زادت خبرة الشيخ أبو اليقظان الصحفية، والتي من خلالها أراد بعث مشروع الوحدة العربية لأنه هو الحل الکفيل بقضايا العروبة في هذه الفترة، لذلک کان هذا المشروع على درجة عالية من الاهتمام لدى هيئة التحرير في الجريدة وترک صدى منقطع النظير، ورغم کل هذا، فجريدة الأمة مازالت ورقية لم تطبع بعد. ويدور المقال حول عناوين رئيسة مثل: فکرة الوحدة العربية (إنشاء اتحاد عربي) باعتبار أن کل المؤهلات موجودة وعلى رأسها عامل اللغة والدين، ويشمل هذا الاتحاد مجالات عدة منها الناحية السياسية والاقتصادية والحربية والثقافية، ولکل من هذه الميادين تصور على الوضعية التي يکون عليها. إلى جانب التطرق إلى وجهة نظر الأستاذ عبد العزيز الثعالبي تجاه الوحدة العربية، وهو الذي کتب عنها الکثير في جريدة الأمة لأبي اليقظان بحکم حنکته ومعرفته بأحوال المشرق العربي. ثم التطرق إلى ترکيا والمشروع الوحدوي العربي والتي کانت فکرتها الرجوع إلى المنطقة العربية واسترجاع الماضي التاريخي للدولة العثمانية، ثم موقف الدول الأوربية من الاتحاد العربي لأن الفکرة لا تخدم مصالحها. ولما کان للتعليم خاصة في المواد الإنسانية وعلى رأسها التاريخ من دور في توحيد الشعوب عبر الماضي، فقد طرحت فکرة توحيد المناهج التعليمية في الدول العربية والتي من شأنها تدعيم فکرة القومية العربية التي تزيد الاتحاد صلابة. وفي الأخير يتناول المقال جملة من الاستنتاجات حول الوحدة العربية في جريدة الأمة. الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
خيري الرزقي، صدى الوحدة العربية في صحافة الشيخ إبراهيم أبو اليقظان: جريدة الأمة أنموذجًا (1934 – 1938).- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحَکَّمة).- العدد الخامس والعشرون؛ سبتمبر 2014. ص 92 – 98.