أبن أبي الدنيا، هو الحافظ أبو بکر، عبد الله بن محمد (208 – 281هـ) الملقب بـ ابن أبي الدنيا، وقد طغى لقبه على اسمه حتى اشتهر به. ولد الحافظ أبو بکر في مدينة بغداد، وهو الحافظ، المحدث، صاحب التصانيف المشهورة المفيدة، کان مؤدب أولاد الخلفاء. وکان من الوعاظ العارفين بأساليب الکلام وما يلاءم طبائع الناس، إن شاء أضحک جليسه، وإن شاء أبکاه. تتلمذ على يديه الکثير من طلاب العلم، وصنّف الکثير حتى بلغت مصنفاته (164) مصنفًا منها: العظمة؛ الصمت؛ اليقين؛ ذم الدنيا؛ الشکر؛ الفرج بعد الشدة وغيرها. وتتناول هذه الدراسة حياة ابن أبي الدنيا وشيخوه وتلاميذه ومؤلفاته، ثم تتناول کتابه "إصلاح المال" بعرض منهجه وأهميته کونه يمثل جانبًا مهمًا من جوانب النظرية الاقتصادية الإسلامية. يعطي کتاب إصلاح المال لابن أبي الدنيا (ت.281هـ) صورة مشرفة عن تاريخ الفکر الاقتصادي الإسلامي، ويظهر نوعًا من الدقة والعدالة التي جاء بهما ديننا الحنيف، في سائر النشاط الاقتصادي، ذلک أنه يمثل جانبًا مهمًا من جوانب النظرية الاقتصادية الإسلامية. وعلى الرغم من أن هذا الموضوع قد طُرق قبل ابن أبي الدنيا وبعده، إلا أنَّ ميزة هذا الکتاب عن غيره تظهر جلية واضحة بعد معرفة المکانة العلمية الکبيرة التي وصل إليها مؤلفه، والزمن الذي صُنِّفَ فيه، والمواضيع التي بحثها بروية وتأن واعتدال. فضلاً عن أن الکتابات السابقة کانت في غالبها تشير إلى الجانب النظري وما يجب أن يکون عليه الحال، أما ما امتاز به کتاب إصلاح المال أنه دون ووثق الجانب العملي وما حدث فعلاً من دون تنظير. فمؤلفه الإمام ابن أبي الدنيا من العلماء الذين عاشوا في القرن الثالث الهجري، وجعل من نفسه معلمًا ومربيًا لعامة أبناء المجتمع وخاصتهم، بعد أن درس على يد کثير من الفقهاء والقراء والنحويين والمحدثين وغيرهم من العلماء الأعلام. وتتلمذ على يديه الکثير من طلاب العلم، وقام بخدمة أمته ودينه على مر العصور بتصنيفه للمصنفات الکثيرة التي زادت على المائتين مصنف، في اختصاصات متعددة. الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
مقتدر حمدان الکبيسي، کتاب إصلاح المال لابن أبي الدنيا مصدرًا لکتابة التاريخ الاقتصادي الإسلامي.- دورية کان التاريخية.- العدد الخامس والعشرون؛ سبتمبر 2014. ص 50 – 65.