تعتبر قبيلة ايت عطا من أهم التکتلات القبلية الموجودة في جنوب الشرقي المغرب، ساهمت الظروف الطبيعية الصعبة وقساوة المناخ في بلورة معالمها البشرية وبنياتها الاجتماعية، الأمر الذي طبع سيرورتها التاريخية بخصائص متعددة تتلاءم والإطار الطبيعي للمنطقة. وکما هو الأمر بالنسبة لکافة القبائل المغربية، تميز المجتمع العطاوي بتراتبيته المبنية على هرمية واضحة نظرًا لکونه يتشکل من عناصر مختلفة ذات مواقع اجتماعية متباينة (العطاويون الأصل، الشرفاء والصالحون، الحراطين، اليهود...) ربطت بينهم علاقات متباينة نظرًا لاختلاف مکانتهم الاجتماعية. وقد اشتغل هؤلاء في قطاعات اقتصادية شتى أهمها الزراعة والرعي، حيث ساعد الموقع الجغرافي لهذه القبيلة في تحديد نوع النشاط وطبيعة، الأمر الذي ساعد في تحديد نمط العيش وطريقة استغلال الأرض التي ارتبط بها السکان إلى أبعد الحدود. کما امتهن أهل القبيلة التجارة سواء الداخلية أو الخارجية، ورغم محدودية دخلها في أغلب الأحيان، فقد شکلت موردًا أساسيًا لعيش السکان، أما الحرف فقد کانت حکرًا على اليهود من سکان القبيلة لاسيما الحلي والمجوهرات البسيطة. أما التنظيم السياسي، فقد ارتبط بالواقع الانقسامي للقبيلة، حيث کانت الاتحادية تنتخب سنويًا ما يسمى بـ "أنحکام" يساعده مجموعة من الأعيان في تسيير شؤون القبيلة، ويرتبط الجميع بالمحکمة العليا الموجودة في "ايغرم أمازدار". بيد أن جميع المؤسسات لم تکن لها صبغة دينية، وإنما ترتبط في الغالب بمجموع الأعراف التي يتم رسمها من قبل کبار القبيلة. الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
منير روکي، جوانب من التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للقبائل المغربية ايت عطا نموذجًا.- دورية کان التاريخية.- العدد الثالث والعشرون؛ مارس 2014. ص 69 – 75.