من سمات التطور الحضاري والتفوّق العلمي وجود الرحلات والأسفار للعلماء بين مراکز العلم في العالم الإسلامي، وذلک للتزود بالعلوم واکتساب المعرفة، فقد توّلد عن ذلک نشاط علمي کبير في الدولة الإسلامية، وتکمن أهمية الرحلة العلمية في أنها لها دور کبير في تمتين العلاقات الثقافية بين الدول ومدى مساهمتها أيضًا في تنشيط الحرکة الثقافية والفکرية، وفي تشکيل معالم الوحدة الثقافية الإسلامية بين الدول العربية والإسلامية، من خلال مختلف الکتب والمصنفات التي کانوا يتداولونها علماء الدول والطلبة فکانت الحرکة الفکرية متواصلة بين البلدان من مختلف العلوم ولإجازة والتعمق أکثر خاصةً في مجال الفقه وأصوله والعلوم الأخرى. ومهما کانت دوافع الرحلة العلمية وأهدافها فإن المقصد العلمي کان أهمها وأشملها حيث کان طلاب العلم يشدّون رحالهم إلى مختلف الحواضر المغربية والأندلسية والمشرقية متحملين مشقة السفر حتى أصبحوا شيوخًا وأساتذة وعلماء ساهموا بقسط کبير في إثراء النهضة الفکرية والتعليمية، لقد توطدت العلاقات الثقافية والفکرية بشکل أکبر بين الدول عن طريق الرحلات العلمية، فقد کانت الرحلة في طلب العلم ورحلة الحج من الفرص الثمينة التي توفرت لطلاب العلم، حيث مکنتهم من لقاء المشايخ والعلماء کما أتاحت لهم فرصة الاطلاع على العلوم والمناهج. کما ساهمت أيضًا في تشکيل معالم الوحدة الإسلامية بين البلدان الإسلامية خاصةً في الجانب الثقافي. الاستشهاد المرجعي بالمقال:
زکري لامعة، الرحلة العلمية ودورها في إثراء المجال العلمي: المفهوم، والدوافع، والأنواع.- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الثاني والعشرون؛ ديسمبر 2013. ص 157 – 161.