من الصعب التنظير للدعاية الإسلامية من وجهة النظر الإسلامية، ولکن يمکن العثور على نماذج عملية للممارسات الدعائية في التاريخ الإسلامي الدعاية الإسلامية، وقد اخترت الدعاية في العهد الأموي کنموذج تطبيقي للدعاية في التاريخ الإسلامي، وتختلف وجهة نظر الباحثين وتتباين عند تحديدهم لمفهوم الدعاية بناء على تصوراتهم وآرائهم وبيئاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وطريقة ممارستهم للدعاية. وانطلاقًا من التصور الإسلامي، ونظرة الإسلام للإنسان وعلاقته بالکون، وعلاقة کل من الإنسان والکون بالخالق سبحانه وتعالى. وما يترتب على تلک النظرة من رؤية متميزة لکل القضايا والإشکالية هنا أن تعريف الدعاية ارتبط من حيث النشأة والتطور والاستخدام بأحکام قيمية وأخلاقية غير متفق عليها، ومعرضة للاستخدام الجيد والرديء على حد سواء حسب نوايا وأهداف رجل الدعاية، الذي يظهر في کثير من الأحيان في صورة مَنْ يدعي أنه رجل إعلام أو رجل دعوة، وهذا الطرح ينسجم تمامًا مع المعنى اللغوي لکلمة الدعاية واستعمال المسلمين لها کما ورد على لسان النبي (صلى الله عليه وسلم) في رسائل إلى الملوک "أدعوک بدعاية الإسلام". الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
علي سلطاني العاتري، "الدعاية الإسلامية في عهد بني أمية".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الواحد والعشرون؛ سبتمبر 2013. ص 174 – 195.