تتوسط منطقة وادي الصفصاف إقليم ولاية سکيکدة، (الجزائر) يشقها نهر صغير -هو الذي تحمل المنطقة اسمه- تغزر مياهه شتاءً وتقل صيفًا وکانت إدارة الاستعمار الاستيطاني الفرنسي قد اعتبرتها منطقة نموذجية لتوطين الآلاف من جنسيات أوربية عديدة وزعت عليهم الأراضي وأقامت لهم قرى وزودتهم بکل الوسائل لإنجاح سياسة الاستيطان. في مقالنا هذا أردنا تقديم لمحة عن الاستيطان في هذه المنطقة وما نتج عنه من آثار أبرزها العمران ذي الطابع الکولونيالي الذي يمثل شکلاً معماريًا متميّزًا کان ينبغي العناية به، لأنه إضافة إلى قيمته التاريخية والحضارية يمکن أن يلعب دورًا في الجانب الاقتصادي "السياحي بالأساس" وتجاوز فکرة روّجت لها بعض الدوائر المنغلقة شعارها "محو آثار الاستعمار" التي ترتبت عنها أضرار کبيرة لحقت بذلک العمران الذي يمثل -فضلاً عن قيمته المعمارية- لوحة تاريخية مليئة بالعبر لو أحسنت الإدارة المعنية سياستها إزاء هذا التراث الهامّ. الاستشهاد المرجعي بالمقال:
ليديا بوشامة، الاستيطان والتراث العمراني الکولونيالي في مراکز وادي الصفصاف في ولاية سکيکدة (الجزائر).- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الواحد والعشرون؛ سبتمبر 2013. ص 105 – 112.