يتناول المقال بداية الصلات بين المغرب الأوسط والسودان الغربي، حيث کانت العلاقات في مجملها تجارية في عهد الولاة وفي فترة حکم الرستميين، وعلى إثرها أقيمت علاقات سياسية تجلت مظاهرها في الوفود الدبلوماسية التي أرسلتها الدولة الرستمية لبلاد السودان منها بعثة محمد بن عرفة. وقد بينت الدراسة آثار الاتصال بين تجار الدولة الرستمية وأهالي السودان الغربي في الحياة الثقافية، فقد أنتشر الإسلام ومعه المذهب الإباضي واللغة العربية والعادات والتقاليد الإسلامية. کما تجلى الأثر الثقافي في المجال العمراني حسب ما توصل إليه عالم الآثار شاخت. بدأت الاتصالات بين المغرب الأوسط والسودان الغربي منذ البواکير الأولى للعصر الإسلامي، وتعززت هذه الاتصالات أکثر في عهد الدولة الرستمية. حيث أقيمت علاقات اقتصادية وسياسية متينة وانتقلت مؤثرات الثقافة العربية الإسلامية مع القوافل التجارية والوفود الدبلوماسية والدعاة والفقهاء. رغم أن العامل التجاري کان أهم حافز لعبور الصحراء إلا أن الأثر الثقافي للتجار المسلمين کان واضحًا. فاختلاطهم بالسکان وتطبيق الشريعة الإسلامية في معاملاتهم المالية ومزاولة شعائرهم الإسلامية في البلدان التي زاروها أدى إلى انتشار الإسلام واللغة العربية والعادات والتقاليد الإسلامية. کيف بدأت الإيصالات بين بين المغرب الأوسط والسودان الغربي؟ وما هي الأنشطة التجارية والسياسية التي کانت قائمة بين المنطقتين؟ وکيف کان أثرها على الحياة الثقافية والعلمية بالسودان الغربي بين القرنين الثاني والثالث الهجريين / الثامن والتاسع الهجريين؟ الاستشهاد المرجعي بالمقال:
خالدي مسعود، "الصلات الاقتصادية والدبلوماسية بين المغرب الأوسط والسودان الغربي وأثرها على الحياة الثقافية بين القرنين الثاني والثالث الهجريين".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد العشرون؛ يونيو 2013. ص 84 – 87.