تعد الألقاب أحد أهم المؤشرات الدالة على سلطة الدولة ووظائفها السياسية والإدارية، کما تعد من أهم المسوغات الفکرية التي استخدمها أصحاب السلطة لتبرير سلطتهم أو إضفاء الشرعية عليها، کما استخدموها للتقليل من شأن خصومهم أو أعدائهم والحط من شأنهم اجتماعيًا وأخلاقيًا بهدف تشويه صورتهم وإبطال دعواهم بحقهم بالسلطة؛ لذلک حظيت الألقاب بعناية فائقة عند متخذيها للتعبير بدقة عن رغباتهم واتجاهاتهم، وبما يضفي عليهم علو الشأن والتميّز. وعادةً ما کانت الألقاب تتخذ أسماء وصفات إيجابية ومحببة من منظور اجتماعي وأخلاقي  وديني. ويمکن القول؛ أن الألقاب ظاهرة حضارية إنسانية عرفتها معظم الشعوب والأمم منذ أقدم العصور، وتطورت کباقي الظواهر حتى غدت ظاهرة عالمية تمتلک خاصية التراکم والانتشار عبر الثقافات وتفاعل الحضارات. تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على الألقاب الإسلامية في التعرف سبيل إلى مضامينها اللغوية والسياسية والدينية والفکرية. وقد تناولت الألقاب منذ نشوئها في بداية تکوين الدولة الإسلامية، مرورًا بالعصر الأموي، وانتهاءً بالعصر العباسي. ولقد انتهت الدراسة إلى أن الألقاب أدّت وظيفتها السياسية والفکرية بما يتناسب ومستوى التطورات الاجتماعية والثقافية للمجتمع العربي الإسلامي.