ساهم علماء تلمسان في الحياة العلمية في بلاد المغرب الإسلامي خلال القرنين الثامن والتاسع الهجريين(14 ، 15م) بانتصابهم للتدريس، وبثّ العلم، ومن خلال المؤلفات التي قاموا بتأليفها، کما کان لهم حضور علمي بمشارکتهم في مناقشات علمية مع بعضهم البعض، أو مع نظرائهم من علماء بلاد المغرب الآخرين. وشارک عددٌ من علماء تلمسان في تلک المناقشات التي جرت في موطنهم تلمسان، وفي مدن المغرب الأخرى، في المجالس العلمية التي احتضنتها المساجد، والمدارس، وقصور السلاطين، کما کانت هذه المناقشات تتمّ عن طريق الرسائل، بين علماء تلمسان فيما بينهم، أو مع بعض علماء بلاد المغرب. يتناول المقال جانبًا من الجوانب التي شارک بها علماء تلمسان في الحياة العلمية ببلاد المغرب الإسلامي خلال القرنين الثامن والتاسع الهجريين- الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين، والمتمثلة في وقوعهم طرفًا في المناظرات والمناقشات العلمية التي أثيرت في هذه الفترة، والتي جمعتهم مع علماء بلاد المغرب الآخرين، أو فيما بينهم. وکانت هذه المناقشات تتمّ عند اجتماعهم في مجالس العلم بموطنهم تلمسان، أو بمدن المغرب الأخرى التي رحلوا إليها، کما أنّها تمّت عن طريق المراسلات بينهم. وقد أبانت هذه المشارکة من طرفهم، عن باعهم العلمي، وحسن أخلاقهم مع مخالفيهم.