Subjects
-Abstract
السلام في الحياة الإنسانية هو الهدف الأسمى لجميع الأمم والشعوب، وذلک نابع في الأصل من القاعدة المشترکة بين الأديان قاطبة التي تحرم العدوان، وتأمر بتعاون الإنسان مع أخيه الإنسان، والقاعدة الفکرية للشرائع السماوية في الأصل واحدة، قبل أن يطرأ على البشرية فکرة التغيير والتبديل، وتقتحم الوثنية عقول الناس وتصوراتهم الباطنة، وجوهر الشرائع السماوية واحد، وهو تنظيم علاقة الإنسان مع ربه من جهة ومع أخيه الإنسان من جهة أخرى، أي تنظيم حياة الإنسان وطرق تعامله مع عالم الغيب والشهادة، ومن هذا المنطلق فهي تدعو إلى التعايش والتآلف بين الناس جميعًا. وتعتبر العلاقات الإسلامية المسيحية نموذجا لعلاقات التسامح والتعايش السلمي بين الأديان والشرائع قاطبة، قال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِکَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَکْبِرُونَ}، فليس ثمة أحد أقرب إلى المسلمين من النصارى، قال الزمخشري: (وفيه دليل على أن التعلم أنفع شيء وأهداه إلى الخير وأدله على الفوز حتى علم القسيسين)، وقال ابن کثير: (أي الذين زعموا أنهم نصارى من أتباع المسيح وعلى منهاج إنجيله فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة، وما ذاک إلا لما في قلوبهم إذ کانوا على دين المسيح من الرقة والرأفة، کما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً}، وفي کتابهم: "من ضربک على خدک الأيمن فأدر له خدک الأيسر"، وليس القتال مشروعًا في ملتهم، ولهذا قال تعالى: {ذَٰلِکَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَکْبِرُونَ}، أي يوجد فيهم القسيسون وهم خطباؤهم وعلماؤهم. وقد قامت هذه العلاقات التاريخية والاستراتيجية على أسس متينة منذ بزوغ شمس الإسلام بمکة المکرمة مصدقا برسالة السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام الذي أنکرت رسالته بنو إسرائيل، وحاولوا أن يقتلوه، يقول النبي عليه السلام: (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الأولى والآخرة، الأنبياء إخوة من علات، وأمهاتهم شتى ودينهم واحد، وليس بيننا نبي). وقد مرت العلاقات الإسلامية المسيحية بمراحل مختلفة من المد والجزر عبر التاريخ، ولعبت فيها مصالح کثيرة ومؤثرات شتى، بيد أنها على العموم تبقى علاقات إيجابية وعميقة وحسنة واستراتيجية إلى حد کبير. وهذا البحث الذي نقدمه يهدف إلى وضع تفسير علمي موضوعي للعلاقات بين الديانتين السماويتين، وإثبات أنها علاقات تاريخية واستراتيجية وطيدة، يرتکز على متانتها الأمن والاستقرار في هذا العالم، وذلک بغرض فهم أفضل للعلاقات التاريخية بين الأديان، وإثبات أنها تقوم عمومًا على الحوار والتسامح وليس على العداوة والبغضاء کما يقرره منکرو الأديان من الملاحدة والزنادقة ومن تابعهم من ذوي الفلسفات المادية التي تنکر ما وراء الطبيعة، فالأديان لم تکن يوما إلا مع السلام والتعاون لما فيه مصلحة الإنسان.
DOI
10.21608/kan.2011.101667
Keywords
أهل الکتاب, ملوک النصارى, الحرية الدينية, الدولة الإسلامية, المستشرقين, الجهاد
Authors
MiddleName
-Affiliation
أستاذ مشارک - جامعة عجمان للعلوم والتکنولوجيا
الفجيرة - الإمارات.
Email
mohdrifat@hotmail.com
City
-Orcid
-Link
https://kan.journals.ekb.eg/article_101667.html
Detail API
https://kan.journals.ekb.eg/service?article_code=101667
Type
الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة
Publication Title
دورية کان التاريخية: المستقبل الرقمي للدراسات التاريخية
Publication Link
https://kan.journals.ekb.eg/
MainTitle
العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين الإسلام والمسيحية