يأتي هذا المقال بهدف التعرف على مفهوم العصبية کما وردت في مقدمة ابن خلدون، إضافة للتعرف على أشکالها و مصادرها وأدوارها الايجابية والسلبية في الحياة الاجتماعية والسياسية. من خلال منهج استقرائي متعمق للفصول الخاصة بالعصبية في مقدمة ابن خلدون، ولأهم المراجع التي تحدثت عن موضوع العصبية بشکل مباشر. وبعد العرض والناقشة والتحليل توصل المقال إلى مجموعة من النتائج حول العصبية وأدوارها ومصادرها.من خلال علاقة العصبية بالدولة والدين. تعتبر العصبية الظاهرة الأبرز في الأبحاث الخلدونية، وهي الصورة التي تعکس المجتمع البدوي بشکل دقيق، کما أنها تعتبر الميکانزم للمجتمع نحو التنظيم والتعاون والانتقال إلى الحضارة. وهي مصدر القوة ومبعثه. لذا يأتي هذا البحث للتعرف إلى نظرية العصبية عند ابن خلدون باعتبارها من أهم المفاهيم التي استخدمها في دراسته وتحليله للمجتمع العربي الإسلامي في عهده. أما أهداف البحث فتتمثل: بمحاولة التعرف على مفهوم العصبية کما وردت في مقدمة ابن خلدون ومناقشتها وتحليلها. إضافة للتعرف على أشکال العصبية ومصادرها وأدوارها الايجابية والسلبية کما وردت في مقدمة ابن خلدون، وذلک من خلال الحديث عن علاقة العصبية بالدولة، وعلاقة العصبية بالدين. ويقوم الاعتماد الأساسي لهذا البحث على المنهج الاستقرائي لمقدمة ابن خلدون وبالذات الفصول الخاصة بنظرية العصبية. لذا فإن البنية العامة لتحليل ودراسة هذه القضية يقوم على تقديم تعريف جامع مانع لمفهوم العصبية، بعد مناقشة لآراء بعض المفکرين حولها. ثم التعرف إلى مصادر العصبية وأشکالها ومکانها کما حددها ابن خلدون في مقدمته. ومن ثم التعرض للأدوار التي تلعبها العصبية في الحياة الاجتماعية. وينتهي البحث بخاتمة ملخصة لآراء ابن خلدون في العصبية، متضمنة وجهة نظر الباحث ومداخلاته.