يتناول هذا البحث سيرة خليفة من أبرز خلفاء الدولة العباسية بشکل خاص وخلفاء المسلمين بشکل عام ألا وهو الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس والذي يعتبر المؤسس الحقيقي للدولة العباسية وذلک لما تميز به المنصور من شخصية فريدة وصفات مميزة وکذلک بسبب الانجازات الکبيرة التي استطاع أن يحققها أثناء فترة خلافته، حيث استطاع أن يوطد دعائم الدولة العباسية والتي أخذت بفضله طابعها المميز طيلة العـصر العـباسي الأول بعـد أن قام بإزاحة أهم المعارضين لحکمه من الأسرة العباسية ومن خارجها. أبوجعفر المنصور: هو عبدالله بن محمد بن علي العباسي ، أبو جعفر المنصور. ولد بالحميمة سنة 95 هـ وأمه أم ولد اسمها سلامة. ترعرع في وسط المجتمع الهاشمي . وطلب العلم وهو شاب من مظانه وتفقه في الدين، ونال قسطا من علم الحديث، فنشأ أديبا فصيحا ، ملما بسير الملوک. وحين انتقل أخيه أبو العباس السفاح من الحميمة إلى الکوفة کان معه . ولما أفضت الخلافة إلى بني العباس کان المنصور عضـده الأقـوى وساعـده الأشـد في تدبير الخلافة وفي سنة 136 هـ وهي السنة التي توفي فيها أبو العباس السفاح عـقد هذا الأخير لأخيه أبوجعفر المنصور بالخـلافة من بعـده وجعله ولي عهـد المسلمين وکان إذ ذاک أميرًا على الحج ثم توفي السفاح وأبوجعفر في الحجاز فأخذ ابن أخيه عبسى بن موسى البيعة له بالأنبار وکتب إليه يعلمه بوفاة أبو العباس السفاح والبيعة له. وقـد تمت البيعة له يوم 8 يونيو سنة 754م واستمر خليفة إلى أن توفي يوم الأحد السابع من ذي الحجة سنة 158هـ الموافق 8 أکتوبر سنة 775م فکانت مـدة خلافته 22 سنة هلالية إلا ستة أيام.