المباني التاريخية هي جزء لا يتجزأ من مدن اليوم والحفاظ عليها هي عنصر من عناصر الهندسة المعمارية الأساسية. تغيَّر وجه العديد من المدن التاريخية على مدى العقود القليلة الماضية مع اختلاف أشکال وتقنيات المباني الحديثة.اکتسب الاستخدام الحديث للمباني التاريخية والحفاظ على التنوع المعماري دعمًا واسع النطاق في هذه الآونة الأخيرة، لا يحافظ تجديد هذه المباني على الوضع الراهن وشخصية المدن فحسب، بل يمتلک أيضًا القدرة على تعزيز الطابع المعماري للمنطقة، مما يعود بالفائدة على مالکي المبنى والمستخدمين والجمهور على حد سواء. يتناول البحث مفهوم إعادة الاستخدام المعماري من خلال تطبيق المفهوم البيولوجي للتکافل في مجال الهندسة المعمارية، ومن هنا تظهر مشکلة البحث في إشکالية الدمج بين القديم والحديث بشکل يحفظ القيمة المادية والتاريخية والتراثية للمبنى القديم بروح عصرية جديدة مع الحفاظ على التوازن والتناغم بين عناصر التصميم الداخلي والخارجي للمبنى على حد سواء. يهدف البحث إلى الوصول لمبادئ التکافل البيولوجي وإمکانية تطبيقها کمبادئ لإعادة الاستخدام المعماري وتحديد معاييرها، کما تتضمن منهجية البحث دراسات حالة لثلاث نماذج معمارية لإعادة الاستخدام المعماري تتوافق مع الثلاثة مبادئ للتکافل البيولوجي وتوضح خصائصها الأساسية. وکانت من أهم نتائج الدراسة أنه يمکن استخدام العلاقات التکافلية بين الکائنات الحية کمبادئ لإعادة استخدام العمارة والتصميم الداخلي. کما نوصي بضرورة الرجوع إلى المعايير والمواثيق الدولية للحفظ والتي يمکن أن توجه المصممين وصناع القرار في مجال إعادة الاستخدام المعماري