لقد عُرف کثيرا عن الأعمال الخشبية في مصر أکثر من أي مکان آخر في العالم القديم، واشتهرأثاث النوم بشکل خاص وتنوعت أشکاله واستخداماته وتطورت الأسرّة من مجرد قطعة اثاث مخصصة للنوم والراحة إلى استخدامات  أخرى منها التقرب من الآلهة .
     ظهرت الأسرّة أولاً في بيوت عليّة القوم حينما کان بقية الشعب ينام على القش والحُصُر، وبتطور أساليب النجارة انتشرت بشکل کبير في کل بيت، بل کانت ترافقهم في مقابرهم ليستخدموها في حياة البعث، کما تنوعت أشکالها من حيث الاستخدام الدنيوي أو الاستخدام الجنائزي. وصلت النجارة الى أوجها في المملکة الفرعونية الحديثة حيث قاموا بمهاداة الأثاث، کما ظهرت أنواع عدّة من الأسرّة، منها العادية، والأسرّة القابلة للطيّ والأسرّة الجنائزية ؛وشوهد فيها تنوع زخارفها وتکسياتها واستخدام وصلات متطورة لتخدم صناعة الأسرّة بتفاصيلها الدقيقة واستخداماتها التي تنوعت ما بين النوم والترحال. کما رُوعى فيها النسب الأرجونومية المريحة للإنسان واهتمامهم بوجود نسبة ميل في السرير والذى اتضح لاحقاً أهميته للصحة العامة من نواحٍ عدةٍ.
ويهدف البحث إلى إظهار النواحي التصميمية وتفاصيل تطور أثاث النوم عند المصري القديم بداية من مسند الرأس حتى شکل الأرجل وتطورها عبر العصور وأنواع الأسرّة المختلفة بالإضافة إلى ميل السرير وحيثيات تصميمه بهذا الميل وتأثير ذلک على الصحة العامة