إن تطور العمارة و التصميم الداخلي کان ولا يزال مرهونًا بعملية تطور الفکر الإنساني في نواحي الحياة المختلفة، وقد
مرت العمارة والتصميم الداخلي لمقار الحکم في مصر بمراحل عديدة ضمن الحقب التاريخية أطلق على کل مرحلة منها
اسم معين عبر عنها.
وبتولي محمد علي باشا حکم مصر يبدأ ما يعرف تاريخيًا باسم العصر الحديث فنرى تغير في جميع مراحل العمارة
والفنون حيث بدأ بالاستعانة بالأجانب ليستطيع النهوض بمصر فکان أن بدأ الطراز المعروف بالطراز الرومي في البناء
والزخارف وأيضا بعضًا من الطراز الفرنسي في العناصر المعمارية والفنية والتصاميم الداخلية هذا إلى جانب النمط
الترکي في البناء والزخارف.
کان التحول الذي حدث في مقر الحکم في مصر في القرن التاسع عشر استجابة طبيعية ومتوقعة للتغير الذي حدث في
نمط الحکم و هو الانتقال من نمط القلعة الدفاعية الذي ساد في العصور الوسطى إلى مقر الحکم )القصر( وهذا التغير لم
يحدث دفعة واحدة ، بل کانت له دلالات کثيرة سبقت هذا الحدث وهذا التغيير .
وفى بحثنا هذا يمکننا القول أن هناک علاقة بين التحولات السياسية والعمارة والتصميم الداخلي لمقار الحکم فالعلاقة بين
السياسة والعمارة علاقة وثيقة لم تنفصل منذ بدايات الدولة الإسلامية وحتى عصرنا الحاضر، إذ إن السلطة لابد لها من
مقار معمارية تمارس من خلالها أعمالها في إدارة شؤون الناس، سواء کانت هذه المقار: قصراً أو دار إمارة أو قلعة أو
حصناً ، کل هذا أدى إلى أن العمارة والتصميم الداخلي لمقار الحکم المصرية فقدت شخصيتها المميزة عبر العصور
المختلفة.