شکل التراث الإسلامى من خلال غنى عناصره ومفرداته الزخرفية وأنظمته الهندسية مصدر إستلهام رئيسى لکثير من
المصممين والممارسين المهنيين والمهتمبن بشأن التصميم الداخلى والأثاث والمشتغلين بتطوير أسس تصميمية معبرة عن
الهوية الثقافية والطابع المحلى، وأهم ما يميز الفن الإسلامى الطابع الهندسى للزخارف الذى تحکم مفرداته قوانين رياضية
وأسس هندسية تحقق مجموعة من القيم الجمالية ، ويأتى التساؤل هنا وهو هل يکمن وراء أنظمة الزخارف الهندسية فکر
وفلسفة دينية ؟ وهل يمکن الإستفادة من أنظمة الزخارف الهندسية فى إيجاد اتجاه تصميمى معاصر فى مجال التصميم
الداخلى والأثاث يحمل الهوية الثقافية والطابع المحلى؟ وکان الهدف هو تحليل واستخلاص القيم الجمالية فى أنظمة
الزخارف الهندسية الإسلامية لتکون مصدراً لإيجاد اتجاه تصميمى معاصر يحقق التوافق بين الأصالة والإبداع ، وأمکن
تصنيف الناتج التصميمى إلى اتجاهين رئيسيين أولهما الإستنساخ المباشر للمفردات المادية للتراث وثانيهما الإستيحاء
الرمزى والمعنوى من التراث وهذا الإتجاه قائم على البحث الممنهج، بوسائله المختلفة من الإستقراء والتحليل
والإستدلال، للظروف المحلية والمعطيات الثقافية والدينية المعاصرة لذلک الوقت، والتى أنتجت آليات أدت الى صياغة
هذا التراث المحلى فى تلک الأشکال والعناصر والأنساق، ومن ثم إستنباط المفاهيم واستنتاج الآليات التى تتلائم بشکل واع
وانتقائى مع المعطيات والظروف المحلية الحديثة لإنتاج نمط تصميمى لايستنسخ بالضرورة العناصر التراثية کما هى،
ولکن يفرز طابع تصميمى محلى يتوائم مع المفاهيم و التقاليد ويحافظ على الخصوصية الثقافة والحضارية للبيئة المحلية
و يعتمد هذا الإتجاه الإبداعى الإبتکارى على التطوير، وذلک من خلال فهم مضمون التراث الإسلامى وأنظمته الهندسية
واستعارة مفرداته وزخارفه ثم إعادة بنائها وصياغتها وتوظيفها بصورة مبتکرة وبخامات وتقنيات حديثة مع استغلال
تکنولوجيا العصر المتاحة کالحاسب الآلى