يقضي إنسان العصر الحالي جزء کبير من وقته في الشارع وبين إشارات المرور، وأثناء التنقل من مکان لآخر أو
الذهاب للعمل أو النزهة فهو مابين قيادة سيارته أو في احدي وسائل المواصلات أو ماشيا علي قدميه، لذلک ونظراً
للتحديات التي يواجهها الإعلان اليوم في عصرنا الحالي، والذي يقدم لجمهور شديد الانشغال محاط بالازدحام الإعلاني
في کل مکان ، يأتي الإعلان البيئي وخاصة التفاعلي الذي يعتمد علي عنصر المفاجأة لإثارة المتلقين وجذب انتباههم،
ليفتح مجال جديد لمصمم الإعلان لکي يقيم البدائل التي لديه ويحدد الخامة التي يستخدمها ويجمع بين الأشکال الثنائية
الأبعاد المسطحة والثلاثية الأبعاد المجسمة بما يتلائم مع قدرات المتلقي الحالي، فالتکنولوجيا الحديثة ساهمت في رفع
مستوي الابداع والابتکار في تصميم الإعلان، مما أدي إلي دخول الإعلان عصراً جديد اً.
ومع انفجار وسائل الإعلان في جميع أنحاء العالم وزيادة المنافسة، ومع تصاعد أسعار وسائل الإعلان التلفزيونية
والمطبوعة، أصبح المصممون يبحثون عن وسائل غير تقليدية جنباً إلى جنب الوسائل التقليدية، مع تجزئة السوق
للوصول إلي الجمهور المستهدف بمنتهي الدقة.
وذلک عن طريق دراسة سلوک المتلقي وقدراته الذهنية والوجدانية والنفسية، ودراسة احتياجاته وانفعالاته ودوافعه وبيئته
وثقافته وإمکانياته البشرية للتفاعل مع الإعلان، وغيرها من خصائص علم الأرجنومکس لتحقيق أفضل فاعلية للإعلان
کي ينجح في توصيل رسالته إلي الجمهور المستهدف.
ومن هنا جاءت أهمية البحث في إلقاء الضوء علي دراسة أرجنومية تصميم الإعلان البيئي التفاعلي، بشکل يحقق أعلي
کفاءة للإعلان عند التفاعل معه، وإحداث نوع من الإبهار والتأثير الايجابي عند المتلقين، بالإضافة إلي الاستفادة من
البيئة المحيطة التي تساعد مصمم الإعلان لابتکار أفکار لتصميم إعلان بيئي تفاعلي ناجح .