إن التصميم الداخلي هو محصلة العمليات التي يقوم بها المصمم ويؤثر بواسطتها في بيئته , وذلک من خلال التشکيل
والصياغة والکيفية التي تُخرج الفضاء الداخلي بصورة تُلبي حاجات المستخدمين وتوفر لهم الراحة والأمان وتتناغم مع
متطلباتهم .
وعلى الرغم من أن مجال التصميم الداخلي قديم جدًا إلا أنه يزاول اليوم مهنة جديدة مختلفة تمامًا في مفهومها عما کان
يعمل به في السابق , حيث کان على علاقة رئيسية مع الأشکال السطحية بزخرفة البيوت , وکان قبل سنوات يُطلق عليه
مصطلح الديکور الداخلي Interior Decoration فحل محله مصطلح أکثر شمولًا ووصفًا وهو التصميم الداخلي
Interior Design , وفي بعض البلدان الأوربية التي أسس فيها التخصص بصورة جيدة يُعرف اليوم بالعمارة الداخلية
Interior Architecture , کما يشير إلى ذلک دليل جامعة برايتون University of Brighton على أنه مسلک مهم
يمثل حلقة الوصل بين الأفکار التصويرية في التصميم الخاص وکل وسيلة نحو خامة حقيقية , فهو وصف لکيفية تغير
الأماکن الحالية وترکيزها لتصبح أکثر إفادة للإنسان , حيث تمثل المواد والعناصر والشکل والمحتوى لها , فهي العمود
الفقري لهذا التخصص , وهي إشارة لنوع الاستمرارية والتکامل بين التصميم الداخلي والتصميم المعماري , حيث يکون
عمل المعماري مع المصمم الداخلي جنبًا إلى جنب .
إن التصميم الداخلي هو الذي يهتم بدراسة الفراغ والحيز ووضع الحلول والتصورات الذي يمکن من استغلال هذا الفضاء
أفضل استغلال من أجل أداء وظيفته بصورة کاملة وموضوعية , ويکون هذا الأمر وفق ضوابط تراعي طبيعة الفراغ
وشکله الهندسي , ووظيفته , والمناخ الذي يحيط به , إلى جانب الاعتماد على العوامل المؤثرة في التصميم للحيز المراد
شغله , کما يراعى رغبات وميول شغلي المکان وثقافتهم وهويتهم وليس هوية ورغبات المصمم , مما يؤکد على أهمية
الموضوعية والحيادية لدى المصمم الداخلي , وهذه العناصر تعتبر من أهم الضوابط الرئيسية في التصميم الداخلي مع
الأخذ بعين الاعتبار على أن المصمم الداخلي مدرک ومتفهم لکافة المعايير والعوامل والأسس للتصميم الداخلي في أي
مکان , کما يجب عليه الإلمام بالمکونات المعمارية بکل تفاصيلها وخاصة الداخلية منها لا سيما الخامات والمواد المختلفة
والحديثة التي تواکب متطلبات العصر الحديث .