تأثر کثير من الفنانين القدماء والمعاصرين بصورة المرأة من أجل الإبداع ، فکانت تُرسم تارة بشکل معقد ، وتارة
أخرى بشکل بسيط ، ودوماً تثير صورة المرأة الإعجاب والدهشة والتقدير والتأويل ؛ فأصبحت مجالاً للجدل والإبداع
.وموضوع المرأة في الثقافة المعاصرة بات عنصراً شائکاً ، وله کثير من التداخلات التي تتعرض للنقاش في المحافل الثقافية
والنسائية والاجتماعية وعلى المستويات العربية والعالمية في ضوء المتغيرات التي تعصف بالعالم منذ بداية التسعينيات والتي
أطلق عليها تغييرات العولمة .
ولم يتمکن الفکر العربي الحديث من وضع إستراتيجياته التنموية ، فترکوا المرأة تتخبط وراء الحداثة والعصرية
والتمکين والمساواة ، والحرية ، وغير ذلک من المصطلحات التي تم استغلالها أسوأ استغلال في الوسائل الإعلامية ، والإعلان
يعتبر من أقوى الأدوات التي تستخدم من قبل وسائل الإعلام ، وهو لا يتوقف عند حدود البيع أو الترويج لمنتج معين ، فهو
بالإضافة إلى ذلک يبث تصورات ، مفاهيم ، أهداف وقيم تؤثر على اتجاه الفرد الذي بدوره يؤثر على سلوکه ، وعلى ثقافة
المجتمع . ولقد قُدمت المرأة بصور وأنماط متعددة تراوحت بين قليل من الإيجابية وکثير من السلبية ، فظهرت في أغلب
الأحيان على شکل الفتاة المثيرة المغرية بملابسها وحرکاتها لجذب الأنظار للتسوق والترويج , والدعاية والإعلان للسلع في
المطبوعات والملصقات , وأيضاً في الإعلانات المرئية المتحرکة والثابتة ، السينمائية والتلفزيونية ..الخ ، دون النظر إلى مکانة
المرأة ومسؤوليتها الاجتماعية والدينية والاقتصادية ، ولا شک أن استغلال جسد المرأة بهذه الطرق الرخيصة يسهم في تحطيم
بنية وهيئة المجتمع العربي ، وذلک بإثارة الغرائز ، ونشر الانحلال الأخلاقي ، کما يعمل على تذويب شخصية المرأة المسلمة
المتميزة واقتلاعها من جذورها الإسلامية وأصالتها ومبادئها، وتهمي دورها ، لذا يجب أن تحرص وسائل الإعلان على
التمسک بالقيم الأصيلة للإنسان والإنسانية في أثناء تقديم رسائلها الإعلانية ، وأن يکون هناک اهتمام بعرض الرسائل بأسلوب
يتناسب مع تقاليد المجتمع وسلوکياته وثقافته وعقائده السائدة ، وعدم الإفراط في التقليد والاقتباس من الآخرين دون التمييز بين
ما يناسب وما لا يناسب المجتمع العربي , وهذا البحث يطرح بعض الاقتراحات والصور التي تعزز دورها الإيجابي في تنمية
المجتمع