يُعد الاتصال ضرورة حياتية لا يمکن الاستغناء عنها فى أى مجتمع، فلو فُقد الاتصال لتعذر ظهور الحضارات ولما ظهرت
السمات الثقافية لأى مجتمع، وهو لايقف عند حد التخاطب بين شخصين أو أکثر وإنما يتسع ليشمل أشکالاً مختلفة تقوم
جميعها على توضيح المعنى والفکرة والرسالة المعنية من خلال فن الرسم والعمارة والموسيقى والشعر وغيرها من
الفنون 1، وتعتبر لغة الإتصال والتواصل الفنية التشکيلية لغة عالمية، ففى مصر القديمة عُرف فن التواصل، فعندما اکتشف
علماء الحملة الفرنسية حجر رشيد عام 1799 م وجدوا ثلاثة أنواع من النصوص مکتوبة باللغات )الهيروغليفية
والديموطيقية واليونانية( 2، وفهم من هذه النصوص أن بطليموس عام 136 ق.م فرض بعض الضرائب، وبذلک نجد أن
النص المکتوب على حجر رشيد مترجم بلغات ثلاث سائدة فى تلک الحقبة من الزمن لتأکيد توصيل المعلومة لأکثر قاعدة
. من المتلقين 3
ومن ثم يرى الباحث إن السلسلة الواحدة لأغلفة کتب الأطفال الورقية، والتى فى الغالب نجدها تشترک فى لغة فنية واحدة
تربطهم معاً، سواء کانت تلک اللغة تم التعبير عنها )بالمساحة أو باللون أو بالشکل أو بالکلمة أو بالعلامة التجارية( فتلک
أدوات الربط بين السلسلة الواحدة، وتعد بذلک نوع من التشکيل الذى يقوم على تثقيف المتلقى وإمتاعه )الطفل( بما فيه من
إثارة وتشويق وجاذبية، وما يحويه من شخصيات وخلفيات وألوان وکتابات وشعار، والتى تُعد عناصر درامية هامة فى
تصميم سلسلة أغلفة کتب الأطفال، وحبکة تثير اهتمام الطفل المتلقى لتلک الکتب، يعايشها الطفل ويتفاعل معها.