ظهر فى أوروبا اتجاهاً فنياً جديداً فى منتصف القرن الثانى عشر الميلادي تقريباً، عده المؤرخون أول فناً أوروبياً خالصاً منذ العصور الکلاسيکية وقد تزامن ظهورة مع بداية نشأة المدن بالمفهوم الحديث للمدينة الأمر الذى انعکس بطبيعة الحال على الصعيد الاجتماعى حيث ظهرت طبقة جديدة من قاطنى المدن- الطبقة البرجوازية- وهى طبقة ذات بنية فکرية مختلفة، تميل الى الاتجاة المادى والتجريبى لتفسير الظواهر وتزامن أيضاً ظهورة مع انشاء الجامعات لأول مرة کمؤسسات منفصلة عن سلطة الکنيسة والبلاط وانتشار دعوة القديسين امثال : برنارد کليرفو وفرانسيس الاسيزى اللذين أعتمدوا على مبدأ المحبة کوسيلة لنشر الدين. هکذا بدأ القرن الثانى عشر وبدأت معه رغبة مٌلحة فى اعادة التفکير فى مضمون المفاهيم الکلية الاهوتية وإعلاء قيمة بعض منها على حساب الآخر. يحاول البحث الاجابة على بعض التساؤلات مثل: هل أدى هذا التغير فى البنية الاجتماعية والفکرية لتلک الفترة الى استحداا معالجات فنية جديدة فى تناول القصص الدينى أو التاريخى بمنظور مختلف بعيداً عن الصور الرمزية المعتادة فى الفنون البيزنطية و فنون الرومانسک؟ هل المناخ الثقافى للعصور الوسطى قد مثلّ الأرضية الخصبة لتقبل الأذهان لمنجزات عصر النهضة ؟  ويهدف البحث الى تحديد النقاط المضيئة فى ثقافة العصر القوطى و التى تمثل نقاط الارتکاز للتحول الشامل لفنون عصر النهضة وکذلک تحليل بعض الأعمال الفنية فى مجال التصوير والنحت والفنون الصغرى لتوضيح مفهوم "المنطقية البصرية" و تحول الفنان الى تصوير مايدور فى عالم التجربة المباشرة ، الى ان وصل الفن لاحقاً الى اتخاذ قيمة مثل -قيمة المحاکاة-  کقيمة جمالية فى عصور النهضة الذى تلته.