في ظل ما نحياه حالياً من تطور شامل بلغت فيه التکنولوجيا أزهى عصورها من حيث التقدم و المثالية ، و أصبح إدراک
المصمم لمقومات هذا العصر و ارتباطه به ضرورة مؤکدة لا يستطيع أحد تجاهلها ، و نظراً لقدرة تلک التکنولوجيا على
التعامل مع المفردات المختلفة للتصميم بکافة جوانبه وذلک، فقد سادت تأثيراتها على شتى مجالات الحياة ، ومع ظهور
الاتجاهات المختلفة في مجالات التصميم البيئي من التصميم البيئي العمراني والاتجاهات البيئية في العمارة وما تبعه من
اتجاهات مختلفة لمعالجة الفراغات المعمارية بشکل يتوافق مع المنحى العام للتصميم البيئي والفکر البيئي الجديد والمسيطر
على العملية التصميمية في ظل المصطلحات المتداولة کالاستدامة والعمارة الخضراء فقد بدأ العالم يعترف بالارتباط
الوثيق بين التنمية الاقتصادية والبيئة ،وقد تنبه المتخصصون إلى أن الأشکال التقليدية للتنمية الاقتصادية تنحصر على
الاستغلال الجائر للموارد الطبيعية وفي نفس الوقت تتسبب في إحداث ضغط کبير على البيئة نتيجة لما تفرزه من ملوثات
ومن هنا ظهر مفهوم التنمية المستدامة أنها" تلبية (Sustainable Development) ومخلفات ضارة .التي تُعرّف على
احتياجات الأجيال الحالية دون الإضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها."وقد أولت معظم دول العالم في العقد
الأخير من القرن المنصرم عناية خاصة و اهتماما واسعا بمواضيع حماية البيئة و التنمية المستدامة ،ولم يولد هذا الاهتمام
من فراغ فقد تعالت الأصوات البيئية المنادية بتقليل الآثار البيئية الناجمة عن الأنشطة البشرية المختلفة و نادت بخفض
المخلفات والملوثات والحفاظ على قاعدة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
والتنمية المستدامة ليست قاصرة فقط على الاتجاه العمراني أو النظريات المعمارية ، ولکنه ايضا مبدأ من الواجب الالتفات
اليه خلال العمليات التصميمية المختلفة للفراغات المعمارية الداخلية والخارجية بما يشکل تکاملا في اوجه التفکير وارتباطا
لصيقا بالنظريات التصميمية للبيئة المحيطه ، وما يشکله ذلک من اضافة لقيمة التصميم في تکامله مع البيئة بما يحمله من
خامات بيئية اصبحت تفرض نفسها بمعزل عن خامات واتجاهات اخرى ضارة بالبيئة ، وقد نتبنى حينئذ ماقد نسميه
بالاتجاه الأخضر لمعالجة وتجميل الفراغات المعمارية