إنه بالفعل عالم مخيف إذا استطاع المعلنون تطويع التقنيات الشيطانية لتجنب العقل الواعي للمتلقي وبث الأوامر
اللاشعورية مباشرة إلى العقل اللاواعي, فأساس تصميم التضمين اللاشعوري هو التأثير على العقل اللاواعي للمتلقي, فهو
يؤثر سلباً أو إيجاباً على معتقدات, سلوک, مواقف, وقيم المتلقي بسهولة, من خلال تجنب العقل الواعي وترک بصمة مباشرة
في العقل اللاواعي, بالصور والرموز المتضمنة, تلک البصمة التي يسترجعها العقل عند اتخاذ المتلقي لقرار الشراء
لتساعده على تفضيل إحدى المنتجات, فکل رسالة لاشعورية تُوجه للعقل اللاواعي, تترک بصمة فريدة وواضحة في عقل
المتلقي تساعده على تمييز ذلک المنتج عن غيره من المنتجات.
والملصق الإعلاني يعتمد في تعبيره عن الفکرة بتکوين مبسط ومکثف في کل جزء منه, فالملصقات الإعلانية تحمل
مضمون الترويج لسلعة أو منتج, ولها کبير الأثر على المتلقي من خلال جذب انتباهه, فهو وسيلة من وسائل الاتصال لنقل
وتبادل الأفکار والمعاني عن طريق الأشکال البصرية التي يمکن التلاعب بها.
ومن هنا کان الاحتياج للدراسة لتوضيح ماهية وأهمية التضمين اللاشعوري, وکيف يتمکن المعلنون من التحکم في لاوعي
المتلقي, بهدف التلاعب بإدراکه للعناصر والرموز البصرية المتضمنة لا شعوريا لتحقيق أهداف بيعية, وذلک من خلال
تحديد کيفية فهم المتلقي لمعنى التضمين اللاشعوري في تصميم الملصق الإعلاني, ومدى وعيه بوجوده, وفهمه لأهمية
دوره في التلاعب بقراراته الشرائية وتکوين اتجاهاته الفکرية.