في کل عصر يشهد الفلاسفة والمبدعون في حقول الأدب والفن على توفير تعريفات واضحة المعالم للجمال، ولقد کان
مفهوم القبح في أغلب العصور يعَّرف على أنه نقيض لمفهوم الجمال، ففى أوائل القرن الماضى ولدت حرکة فنية تعتنق
وتتماشى مع مفهوم القبح أطلق عليها أسم الدادائية "Dadaism" ، وبوضوح أکثر فکلمة القُبْحُ تأتى مضادة للحسن والجمال
ويکون في القول والفعل والصورة، والقُبْحُ هو ما ينفَّرَ الذَّوْقَ السويَّ.
فالدادئية جاءت کرد فعل أعمى لما فعلته الحرب العالمية الأولى من دمار، تدک کل ما هو سامي ومشيد من صروح
شامخة، فکان رد فعل مجموعة من الفنانين بأن يعمدوا إلى تشييد وخلق ما يسمى بالفن الذى يعارض الفن ذاته ليکون
متناظر مع تلک الحرب والدمار، فهى حرکة تشويه وتدمير - سواء على صعيد الفن والأدب أو على المستوى الاجتماعي
والأخلاقي ولذلک تنکرت - الدادئية من کل القيم والعادات المميزة للمجتمع آنذاک والتي کانت مقدسة في ذلک الوقت.
ومن المعروف بأن فن الإعلان التليفزيونى التجارى يعتبر الجمال من أهم العناصر البارزة التى يرتکن عليه، فالجمال هو
الصفة السائدة فيه، ولکن هناک بعض الإعلانات التليفزيونية التجارية التى تبث عن طريق القنوات الفضائية تتبنى صفة
القبح، معلنة مبدأ الحرية المفرطة في نبذ عاداتنا وتقاليدنا الشرقية المتأصلة فينا، فتخاطب الغرائز والشهوات وتجتاح
المشاعر وتفجرها بکلماتها وصورها الفجة.
وإذا تناولنا بعض الإعلانات التليفزيونية التجارية الخادشة للحياء والتي تستنبط سمومها من الحرکة الدادائية بما فيها من
مناصرة مبدأ )القبح في الفن(، نجد إعلانات تليفزيونية تجارية عن الفوط الصحية الخاصة بالسيدات، والملابس الداخلية
للرجل والمرأة، والأعشاب الطبيعية والأدوية والأدوات المساعدة للزوج أو الزوجة .. وغيرها، فإن جاز لي تسمية مثل هذه
الإعلانات لا أستطيع إلا أن أطلق عليها )الإعلانات التليفزيونية الخادشة للحياء والموالية لمبدأ الحرکة الدادائية(.