ان قدرة الجامعات على تحقيق أهدافها وتأدية رسالتها في بناء المجتمع تتوقف على مدى نجاحها في آداء وظائفها المتعددة
والمتمثلة في ثلاثة جوانب رئيسية وهى : نقل المعرفة من خلال التدريس ، وإنتاجها من خلال البحث العلمي ، وتفعيل
هاتين الوظيفتين في خدمة المجتمع والبيئة .
ومن أهم مبررات الاهتمام بالوظيفة الثالثة )خدمة المجتمع( هوما يشهد العالم اليوم من تحديات ومتغيرات عالمية على
جميع الأصعدة العلمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتعد الجامعة من أهم المؤسسات التعليمية في أي مجتمع تؤثر
وتتأثر بالجوالاجتماعي المحيط بها..فهي وليدة المجتمع وأداتة في تأهيل القيادات على جميع الأصعدة الفنية والسياسية
والمهنية والفکرية .
ولقد أدى ذلک إلى خروج الجامعة من عزلتها وأبراجها العاجية وأن تفتح أبوابها على المجتمع ، لأنه عندما تنعزل الجامعة
عن المجتمع وتتخلى عن الموقف الفاقد للوعى بما حولها وبمن حولها تصير معارفها متکدسة لا ترتبط بحرکة الحياة
المتطورة ويفقد العلم قيمته الاجتماعية بل والمعرفية أيضا ، وبذلک ينفصل التعليم عن احتياجات المجتمع ومجريات الأحداث
به .
وتتمتع محافظة دمياط بقدر هائل من التطور فى صناعة الاثاث حيث تترکز صناعة الأثاث في مصر بشکل أساسي في
محافظة دمياط بالوجه البحري، إذ أنها تنتج ما يقرب من ثلثي الإنتاج من الأثاث الخشبي في مصر ذات الجودة والذوق
العالي, وکذلک يوجد بها کلية الفنون التطبيقية التى تسعى الى اعداد خريج ملائم لسوق الاثاث.
وهناک العديد من المدن التى تمثل مراکز ثقل على مستوى العالم والتى تماثل مدينة دمياط ومن هذة المدن مدينة الهاى
بوينت بولاية کارولينا الشمالية )عاصمة المفروشات المنزلية في العالم( , والتى يوجد بها جامعة الهاى بوينت التى تقود
حرکة التنمية حيث يدرس بها برنامجا رائعا للاثاث .
لذا فانة يمکن الاستفادة من تجربة جامعة الهاى بوينت بنورث کارولينا فى تطوير صناعة الاثاث بدمياط وزيادة القدرة
التنافسية فى الاسواق العالمية، فقد لعبت صناعة الأثاث دورا رئيسيا في اقتصاد ولاية کارولينا الشمالية منذ القرن السابع
عشر، عندما بدأ الحرفيين الإنجليز بالاستقرار في ولاية کارولينا الشمالية ، وإنتاج الأثاث على نطاق صغير، کما رکز
المجلد الرابع - العدد الثالث – يوليو 2017
Journal of Applied Art and Science - International Periodical Scientific Peer Reviewed - Issued By Faculty of Applied Arts - Damietta Univ. - Egypt
38
(ISSN 2537-1061) (Print)
(ISSN 2537-107X) (Online)
المطورين و أصحاب المشاريع الصناعية على منطقة البيدمونت في ولاية کارولينا الشمالية ، وخاصة مدينة الهاي بوينت
.
ان الامدادات الوفيرة من الخشب ، بالاضافه إلى وسائل النقل والمواصلات المتاحة ، وتوافر العمالة ذات التکلفه الرخيصة
واستضافة مدينة الهاي بوينت لأول معرض اقليمي لتجارة الأثاث في عام 1909 م أدى في النهاية إلى خلق سوق الهاي
بوينت ، و المعروف بأنه معرض الأثاث التجاري ذات الشهرة العالمية التي لا تزال قائمه حتى اليوم.
وبحلول عام 1980 م حصل سوق الهاي بوينت على لقب عاصمة الأثاث بالعالم ، حيث ياتى الية حوالى 75,000 بائع
وزائر من 100 دولة ، واکثرمن 2000 معرض يقوموا بعرض منتجاتهم فى مساحة قدرها 11,5 مليون قدم مربع فى
حوالى 180 مبنى ، فهو بمثابة تجمع عالمى للمشتغلين فى صناعة الاثاث .