انطلاقا من أهمية الخامات المختلفة في بناء العمل الفنيّ، ونتيجةً لتوظيفها في رموز ودلالاتِ العملِ الفنيّ، سواء
موضوعات أو خامات؛ فقد حرصَ الباحث على تناول المرآة کرمز هام في تاريخ الفن؛ إذْ تناول البحث توظيف المرآة في
الفن المعاصر، متضمّنًا أولا الاطار المنهجي للبحث، والتعريف بالمرآة اصطلاحيا وإجرائيا، ثانيا ناقش البحث استخدامات
المرآة والفکر المرآوي في حقب تاريخية مختلفة، )الفن الإغريقي، والفن الإسلامي، والفن المعاصر(. يعرف الباحث الفکر
المرآوي بأنه مرکب معرفي إستخدمه الانسان لتفسير وتحليل عالم الموجودات، حيث جمع هذا النتاج بين قدرات العقل
البشري وإمکانيات المرآة الفيزيائية والسيکلوجية وقد ظهر ذلک منذ العصر الاغريقي، حيث ان موجودات الواقع هي صور
لانعکاسات عالم المثل بحسب نظرية المثل عند افلاطون، تجدر الإشارة أن إستخدام المرأة في تفسير الموجودات قد جاء
لما تتمتع به من قدرة في الاستحواذ على فکر مشاهدها ودقتها العالية في عکس صور مطابقة لما تعکس.
کما أشار البحث إلى اهتمامات الفلاسفة والمفکرين المعاصرين في تناول موضوع المرآة وتناولهم لها في دراسة
سيکولوجيا الوعي، وفي إشاراتٍ فلسفية إلى العالم وتحولاته. أما ثالثا فقد تضمن البحث العينات البحثية ومناقشتها وهي
أعمال تشکيلية معاصرة في ضوء الأهداف المقررة.
وتأتي هذه الدراسة في ضوء الأهمية الکبيرة للمرآة في فلسفة الفن؛ لما کان لها من حضورٍ فلسفيّ وتربويّ وتأملي، في
الفکر الإنسانيّ وتجلياتِ التعبير الفنيّ.