تتراکم أعداد کبيره جدا من حاويات الشحن المتهالکة في الموانئ حول العالم، بعض هذه الحاويات مُعدة للاستخدام لمره
واحده ومن المکلف اعاده شحنها الي بلد المنشأ وهي فارغه، فکان الحل الامثل هو فکرة اعاده استخدامها لغرض آخر،
مجهزه انشائيا وکل ما تحتاجه فقط هو اعاده معالجتها "module" فبالنسبة للمهندس المعماري تشکل تلک الحاويات وحدة
بالشکل المناسب.
لذلک وجدت عمارة الحاويات کحل اقتصادي وبيئي، يحول أکوام الحاويات الي أبنيه سريعة ورخيصة التکلفة وقويه وذات
مرونة عالية، من حيث سهوله نقلها وتجهيزها وذلک في إطار الرؤية العصرية المستدامة، والتي تَعتبر النفايات ثروة
تحتاج الي ان تُستثمر لتحفظ مصادر الارض الغير متجدده للأجيال القادمة.
وهنا تتلخص مشکله البحث في امکانية تحويل تلک الحاويات الي فراغات معماريه قادره علي احتواء کافه الأنشطة
الإنسانية وتحقيق الراحة البدنية والنفسية للقاطنين من خلال القاء الضوء علي نماذج اعادة استخدام الحاويات في العمارة،
وقد قام الباحثون بعمل وصف وتحليل لاحدي النماذج والحاصلة علي جوائز عده، للوقوف علي مواطن القوه والضعف
في المعالجة الداخلية والخارجية والعناصر المؤکدة علي استدامه النموذج وتوافقه بيئيا، وکان من نتائج تحليل هذا
النموذج انه من خلال تطبيق أساليب الاستدامة في مباني الحاويات مثل استخدام الأنظمة الشمسية السلبية، طرق التهوية
الطبيعية ، والاعتماد علي الإضاءة الطبيعية أثناء فترات النهار، واستخدام المصابيح الموفرة للإضاءة الليلية ، يساهم ذلک
في توفير الطاقة بشکل کبير بالإضافة الي تحقيق الراحة النفسية والبدنية للأفراد في الفراغ الداخلي.