کثيراً ما نتساءل عن الغجر وأصولهم، ومن أين جاءوا وصولاً إلى مصر؟ وکيف يعيشون؟ فهناک العديد من الأسئلة
التي تدور في أذهاننا بمجرد ذکرنا لکلمة الغجر، فهم يعيشون في حالة عزله وسط مجتمعنا، ولأنهم جزء من هذا المجتمع
فقد تطلب منا محاولة للولوج إلى عالمهم الغامض؛ وحتى نقف على فهم التراث الشعبي لجماعات الغجر، کان لابد من
دراستها "أنثروبولوجياً"، للوقوف على سلوکها وقيمها الأخلاقية والثقافية والدينية والمتغيرات التي لحقت بها خلال الفترة
الزمنية من تاريخ هجرتها من الهند وحتى وصولهم من ترکيا إلى مصر بعد الاحتلال العثماني عام 1517 م.
وعند دراسة أثر البيئة الاجتماعية علي الأزياء النسائية للغجر ومکملاتها بمصر، تبين لنا أن هناک علاقة نسبية بينهما ففي
حين ارتدي الغجر بصفة عامة مختلف الأزياء والحلي التقليدية الشعبية التي کانت منتشرة بين طبقات المجتمع المتنوعة -
العليا والوسطي والدنيا- من العصر العثماني وحتي العصر الحديث ووفقاً للقدرة الاقتصادية والمالية لکل طائفة من طوائف
الغجر، إلا أن "الغوازي" )عينة البحث( لم يلبسن الأزياء الخاصة بالخروج المتعارف عليها بالمجتمع وهي "التزيرة"،
ولبسن بدلاً منها ملابس المنزل مثل "جلباب التليّ" التي کانت ترتديه الزوجات في خلوتهن مع أزواجهن، حيث استخدمها
"الغوازي" للرقص في الشوارع، وکنّ -أيض اً- يخرجن سافرات الوجه وکاشفات الصدور کما کان حالهم بالهند قبل
هجرتهم وبالمخالفة للعادات والتقاليد والآداب العامة للبيئة الاجتماعية المصرية المحيطة بهم، مما دلّ علي أن جماعات
الغجر لم تندمج کليةً بالبيئة الاجتماعية المصرية، وظل بعضهم منغلقاً علي نفسه بقصد الحفاظ علي هويته وتراثه الخاص
به، کما استفادة الباحثة من التراث الشعبي للغوازي )عينة البحث( لاستحداث تصميمات أزياء معاصرة.