فى ظل التطورات التى تشهدها المنظومة التعليمية فى مصر خاصة فى المرحلة الثانوية؛ فإنه لابد من التحقق من المداخل التنظيمية للمناهج، والتى تخطط وتُنفذ، بل وتُقوّم فى ضوئها، ومن بين هذه المداخل ما يطلق عليه مدخل المفاهيم، والذى يقوم على أساس مجموعة من المفاهيم المتدرجة التى يتم تعليمها للطالب فى المراحل التعليمية المختلفة.
    إن المفاهيم التعليمية لا تُدرس بطريقة عشوائية، وتمكن الطالب من المفاهيم الجديدة لا يتم بشكل تلقائى، إلا إذا كانت لديه حصيلة كافية وأساس عميق من المفاهيم القديمة التى تبنى على أساسها، وتظهر عملية تعليم وتعلم هذه المفاهيم بشكل واضح فى فرع النحو؛ حيث إن القواعد النحوية عبارة عن مجموعة من المفاهيم يتعلمها الطالب منذ المرحلة الابتدائية، ولابد له أن يصل لمرحلة الإتقان لها فى المرحلة الثانوية.
    وحيث إن المرحلة الثانوية تُعلم فيها كثير من المفاهيم النحوية، إلا أن الكثير من الطلاب فى هذه المرحلة لديهم فى بنيتهم المعرفية تصورات وتعريفات عن المفاهيم النحوية لا تتفق الاتفاق الصحيح مع ما تقره تلك القواعد النحوية، وتشير له؛ مما يؤدى بهم إلى الشكوى المستمرة من صعوبة تلك المفاهيم، وإخفاقهم فى حل ما يخص هذا الفرع من تدريبات نحوية.
    ويتأثر الأداء اللغوى للطلاب فى مادة اللغة العربية بجميع فروعها بتلك التصورات البديلة لدى الطلاب، لذلك لابد من الكشف عن هذه التصورات لأنها تشكل مفاهيم بديلة، وتقييم التصويب فى هذه التصورات، والعمل على استخدام الاستراتيچيات التى تساهم فى تنمية البناء اللغوى لدى الطلاب، وتدريب المعلمين على استخدامها (الحسن بن يحيى آل مناخرة: 2017 ، 65 – 67).