إن مرحلة الطفولة من المراحل شديدة الأهمية في حياة الطفل؛ حيث تشكل تلك المرحلة أساس شخصية الطفل, وتظهر فيها طاقات الطفل وقدراته, ويتعلم فيها الطفل المهارات والسلوكيات المختلفة, عن طريق الاحتكاك بالبيئة المحيطة به, ومن المؤكد أن أطفال اليوم هم أمل الآباء في مستقبل أفضل؛ ولذلك نجد أن الاهتمام بالطفل من حيث التنشئة والرعاية الجيدة أمر فائق الضرورة, يتعين على أساسه بوادر المستقبل, ولذلك فإنه من الواجب على الجهات المعنية بالأطفال في الدولة إتاحة اللوازم التي تؤمن للطفل حياته ومستقبله, وتأخذ أبحاث الطفولة حيزًا واسعًا من اهتمام العلم والعلماء في وقتنا الحالي وتعتبر إحدى الدلائل على وعي المجتمع (طلبه, 7,2018)
إن مرحلة ما قبل المدرسة هي الأصل في توجيه استعدادات الطفل واختيار نوعيات التربية الاجتماعية وتحديد المقاصد الخفية السليمة لها والعادات والقيم المطلوبة, ولهذا من الواجب الاهتمام بمرحلة الطفولة جيدًا وذلك لأهميتها الشديدة وأثرها البالغ في تكوين شخصية الطفل(قناوي, 109,2015)
إن الأسرة هي أساس المجتمع ولها دور بالغ الأهمية في إصلاحه، وخصوصًا طرق معاملة الأطفال فيها، وقد تتبع الأسر نحو أطفالها طرقًا يغلب عليها اللين والشفقة وقد تتبغ أساليب العنف والقسوة.
يعتبر العنف الأسري من أكبر المشكلات التي تقف عائقًا في تحقيق الصحة النفسية للطفل؛ حيث تعوقه عن تفاعله مع العناصر المحيطة، حيث يعاني الأطفال الذين يعيشون في أسر عنيفة من مشاكل نفسية أكثر من أقرانهم الذين لم يتعرضوا للعنف الأسري، ويستمر أثر ذلك العنف على الأطفال في مراهقتهم ورشدهم. (عبد الفتاح وآخرون، ٢٠١٥، ٥٥٩- ٥٦٠).
كما ويضع العنف الأسرة في جو غير معتدل مما يتسبب في حصول اضطرابات شخصية لأفراد الأسرة ويسوء توافقهم النفسي مما يظهر القلق ويزيد من الاكتئاب لدى الأطفال. (زهران، ۲۰۱۱، ص 36).
إن العنف الأسري يخلف الكثير من الآثار على الطفل منها آثار نفسية وجسمانية واجتماعية سيئة ويتسبب أيضًا في ظهور المخاوف والكوابيس والرهاب الاجتماعي وعدم الاختلاط بالناس والسلوك العدواني والاكتئاب وعدم تقدير الذات وانعدام الثقة بالنفس، وتراجع التحصيل الدراسي وضعف المهارات الاجتماعية وتزعزع الهوية الجنسية (عمر، 2016: 42)