من الحاجات الملحة لتطوير المنظومة التعليمية تحقيق التنمية المهنية والمستدامة للمعلمين بجميع قطاعات التعليم أثناء الخدمة , حيث يحدد التقرير السنوى للتنمية البشرية فى مصر الحاجة الکبيرة والملحة للتطوير الجاد والمستمر لنظام التعليم , مما يتطلب مزيدا من الموارد على المستويين المجتمعى والفردى , وثمة إيمان راسخ أن التنمية البشرية هى جوهر المستقبل فى مصر. ومن المسلم به أن التعليم والتدريب هما المدخلان الرئيسيان لبناء وتنمية القدرات البشرية والمهنية , والواقع أن سياسة التعليم فى مصر کما هو الحال فى کل الدول النامية الأخرى بحاجة لأن تترکز على بناء القدرات البشرية على أسس تربوية خالصة , ولما کان الاهتمام الرئيسى للتنمية البشرية هو الأفراد فمن المنطقى أن تکون البداية هى تنمية أداء العنصر البشرى فى النظام التعليمى . (1)
وتمثل عملية الأعداد والتنمية المهنية للمعلمين فى الحقل التربوى أثناء الخدمة مدخلا مهما وأساسيا من مدخلات العملية التعليمية , حيث أنها تعنى بتحسين أداء المعلمين وهيئات التوجيه والإشراف والقيادات التعليمية بما يجعلهم قادرين على القيام بأدوارهم التعليمية ومتطلبات عملهم بکفاءة وفاعلية .(2)
وقد أدت زيادة حجم التغيرات الثقافية المتسارعة والانفجار المعرفى وثورة الاتصالات إلى صعوبة مجابهة معظم المعلمين بالتعليم الثانوى التجارى لها وعدم مسايرة ومواکبة تلک التغيرات , وقد ساعد على الوصول إلى تلک النتيجة کما يحدد المجلس القومى للتعليم والبحث العلمى عدم توافر الاستمرارية فى التدريب , وعدم تدريب المعلمين إلى حين التقدم إلى وظيفة أعلى , بالإضافة إلى اعتبار الأقدمية معيارا رئيسيا عند التقدم للترقية مما ينعکس أثره على عدم تحقيق النمو الذاتى والمهنى لهم .(3)