أصبح التعليم هاجس الجميع لتحقيق التقدم والارتقاء في شتى المجالات والمشارکة في رکب الحضارة والدخول في حلبة التنافس والتسابق ، وصار المرتکز الأساسي لتجاوز الفجوة الحادثة بين الأمم المتقدمة وغيرها من الأمم الطامحة إلى اللحاق بها ، ومن ثم فقد توجهت دولة الکويت کل الجهود المخلصة الصادقة إلى الاهتمام بالتعليم من منطلقات علمية صحيحة تستهدف الوفاء بمطالب التنمية المجتمعية والارتقاء بالمستويات المنظومة التعليمية في وطننا الحبيب .
فقد بنت مناهج حديثة تلبي الحاجة إلي تحصيل المعرفة من خلال الترکيز على دور الطالب في عملية التعلم وتغيير دور المعلم وتطوير أدائه وتنويع مصادر التعلم لتضييق الفجوة الرقمية بين مخرجات التظام التعليمي في دولة الکويت والأنظمة التعليمية المقدمة ، من خلال تحديث الأسس التربوية في اعداد المناهج وبنائها.
وکان من أهم غايات استراتيجية التعليم العام فى دولة الکويت (2005-2025 ) هو سد الفجوة الرقمية بين نظام التعليم العام ومتطلبات التعامل مع التکنولوجيا المتقدمة في مختلف مجالات الحياة العلمية والعملية والعامة والخاصة ، ضمن إطار تفعيل رؤية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لتکون الکويت مرکزا مالياً تجارياً والمساهمة منها في الازدهار الاقتصادي والاجتماعي في الکويت، فأخذت وزارة التربية على عاتقها تنفيذ الرؤية وتطبيقها من خلال وضع إستراتيجية للتعليم الالکتروني لإلزام الجهات المعنية داخل الوزارة وخارجها بتنفيذها حيث سيعقب اعتماد هذه الإستراتيجية وضع خطط وبرامج ومشروعات وموازنات للتنفيذ من خلال فرق عمل متخصصة تترجم ماتضمنته إلى واقع عملي ملموس يقود إلى تحقيق غاياتها وأهدافها ورؤيتها ورسالتها بالإضافة للإطار المرجعي الذي انطلقت منه .
فإن استراتيجية التعليم الالکتروني من أهم الرکائز التي تدعم العملية التربوية والتعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والاعتماد الذاتي حيث يقدم أحدث الطرق في مجال التربية والتعليم بواسطة الکمبيوتر والانترنت للمدارس بما يلازم الاحتياجات التعليمية لجميع المستويات خالقا بيئة تعليمية تفاعلية تراعي الفروق الفردية للمتعلمين وتوجه نحو التعليم الذاتي من خلال توفير المنهج في صورة محتوى تعليمي الکتروني يقدم العديد من المواد الإثرائية والمتنوعة .