يتناولُ هذا العمل قضية الاستبدال في النحو، أو ما يُعرف بالعلاقات الرأسيّة في التَّراکيب اللُّغويّة، والتي تسمح بإحلال عنصر لغوي محلّ عنصر آخر في سياق لغوي واحد، من خلال کتاب «نتائج الفکر في النَّحو» للسهيلي، وبيان منهجه في تصوُّر قضيّة الاستبدال، والأبعاد الإجرائيّة التي وظّفها عند دراسته للصيغ الصحيحة في الاستعمال اللُّغوي أو الممتنعة، وقد وصلَ العملُ إلى أربعةِ أبعاد کليّة رأيتُ أنَّها توضّح المنهج الاستبدالي عند السهيلي؛ البعد الأول: ضوابط الاستعمال اللُّغوي الصحيح، والثاني: توظيف الاستدلال، والثالث: توظيف الحوار وعناصر الخطاب، والرابع: دراسة تطبيقية لأنماط الاستبدال في الکتاب.         وقد کان کتابُ «نتائج الفکر» من أکثر الکتب التي تستوقفني؛ لما فيه من دقة في الوصف، وعمق في التَّحليل، وسَعَة في عرض صور الاستعمال اللُّغوي، وبيان خفاياه مستندًا إلى الاستبدال في التَّراکيب، وهي قضيّةٌ لا تخفى أهميتها؛ فقد ظهرتْ في تضاعيف کتب النُّحاة، وحظِيَت باهتمام الدِّراسات الحديثة في النَّحو التَّوزيعي وفي علم النَّص وغيرهما.