يُعد التحليل الأسلوبي من الأفرع اللسانية الذي يهدف إلى مُعالجة بعض الظواهر الفنية في الخطابات الأدبية، وتطمح الدراسات الأسلوبية إلى اقتحام عالم النص، فهي تحاول أن تسد بعض الثغرات التي عانت منها الدراسات النقدية في جوانبها النظرية والتطبيقية، وتقوم دراستنا الأسلوبية على أشعار (فهد العسکر). ووفقاً للمنهج الأسلوبي الذي تتبناه الدراسة الحالية نظراً لقدرته في الغوص في أعمال البنية الأسلوبية للوصول إلى أبرز محاسن النص الشعري، وهو ما کان مُبرراً للباحث للتعرف على مستويات النص الشعري وخباياه، وغايته عن الهوية الأسلوبية بمستوياتها التحليلية المُختلفة سعياً من الباحث لفهم النصوص الشعرية للشاعر (فهد العسکر). وتُشکل الأسلوبية اتجاهًا نقديًا هامًا في التعرف على مکونات النص الشعري بمستوياته المُختلفة : الصوتي، المعجمي، والترکيبي، غير أنه في البداية يجدر الإشارة إلى مفهوم الأسلوبية التي تعتبر طريقة دمج العطاء الفردي في عملية محسوسة تظهر في کامل أشکال الممارسة، وعندما يتعلق الأمر بعملية الخلق اللغوي مهما کان الهدف منه. (أبوالعدوس، 2007) آدبيات الدراسة :    المحور الأول : الدراسة الأسلوبية :     يُعد "شارل بالي" أول من أصل لعلم الأسلوب وأسس قواعد حيث قام بنشر کتابه الشهير الأول، والمعنون : "بحث في علم الأسلوب الفرنسي" ، وقال: " هو العلم الذي يدرس وقائع التعبير اللغوي من ناحية محتواها العاطفي، أي التعبير عن وقائع حسية شعورية من خلال اللغة ، وواقع اللغة عبر هذه الحساسية". (قطوس، 2004)