اللغة من أرقى وسائل التعبير لدى الانسان، وأداة الاتصال المثلى في حياة البشر، وأساس الحياة الاجتماعية وضرورة من أهم ضرورات الحياة، لأنها أساس لوجود التواصل في هذه الحياة الاجتماعية، وأساس لتوطيد سبل التعايش فيها، کما أنها وسيلة الانسان للتعبير عن حاجاته ورغباته وأحاسيسه ومواقفه، وأداته للتخاطب مع الآخرين والتفاهم وتبادل الأفکار والآراء والمشاعر معهم، وطريقة إلى تلمس أذواقه، ووسيلة لمعرفة مذاهبه. وبما أن التعبير نشاط لغوي يظهر من خلال ثقافة الفرد ومدى اطلاعه أمام الآخرين فهو ينبئ عن مستوى المرء ثقافياً، وما لديه من معرفة وأفکار، کما أنه يعد مؤشراً للعمق الفکري والنضج العقلي، والقدرة على العرض والشرح والتفسير وهو وسيلة من وسائل الاتصال اللغوي، ووظيفة الاتصال هي إحدى وظائف اللغة ذات الطابع الاجتماعي والاتصال اللغوي الناجح هو قدرة الفرد على أن ينقل رسالة، أو يوصل معنى معيناً، وأن يجمع بين القواعد اللغوية والقيم والتقاليد الاجتماعية. فالصلة بين اللغة والإبداع صلة وثيقة، تتميز بالتنوع والتلازم؛ لأن الإبداع في أبسط مفاهيمه وأدقها هو الکشف عن علاقات جديدة، وعملية الکشف هذه صفة متلازمة للعقل الإنساني تعيينه في إثراء الصراع القائم استجابة لحتمية التغيير لأجل التکيف مع الواقع، وکذلک يتصف المظهر الإبداعي في اللغة بکون استعمال اللغة تجددياً، فالسلوک اللغوي العادي يتضمن ميزة التجديد وبناء جمل جديدة وبنى جديدة وتعابير متجددة. (ميشال زکريا: 1986، 29)