عندما درس ألبرت وبوستمانPostman & Allportالشائعات منذ أکثر نصف قرن، أشارا إلى أنها تنتقل فى المقام الأول من خلال التعبير الشفهى، واليوم امتد انتقال الشائعات إلى وسائل الإعلام -کالصحافة والإذاعة والتليفزيون- وشبکة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى التى أثرت بشکل کبير وغير مسبوق على انتشارها وتداولها.
فقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعى فى نشر الشائعات بسهولة وبسرعة فائقة، فالشائعات فى ظل هذه المواقع أصبحت تنتقل من لوحة مفاتيح إلى العالم، بعدما کانت تسرب من لسان إلى أذن وتبقى ضمن دائرة اجتماعية، کما أصبحت تنتقى مادتها وأدواتها من مصادر عديدة، وتعبر عن محتواها بالنص والصوت والصورة والحرکة التى تجعل مادتها ذات جاذبية عالية، علاوة على تحصين هوية مرسلها وإخفاءها، وکذلک انخفاض تکلفتها. کما کان لضعف قدرة مستهلکى الأخبار على تقدير دقة کل ما يبث وينشر نظراً للکم الهائل من تدفق المعلومات بالتزامن مع عدم وجود حارس بوابة لتلک المواقع دورا هاما فى تداول الشائعة وقبولها.
ويتضح من ذلک أن مواقع التواصل الاجتماعى لم تکسب الشائعات فقط مزيد من الانتشار بل اکسبتها أيضا مزيد من القوة والمصداقية، لأنها لم تؤثر فقط على طرق انتشارها، بل أثرت على طبيعتها وخصائصها وصناعتها، لذا تسعى الدراسة للتعرف على التغير الذى أحدثته مواقع التواصل الاجتماعى فى صناعة الشائعات وطرق انتشارها فى المجتمع، وذلک من خلال دراسة وتحليل الشائعات المنتشرة على هذه المواقع من حيث بنيتها وخصائصها، ومصادرها، وطرق تَشکلها، وآليات وعوامل انتشارها.