لقد کان القرآن الکريم وسيظل هو معجزة الاسلام الخالدة التى لايزيدها التقدم العلمى الا اعجازا ، أنزله الله سبحانه ليعالج مشکلات الانسان فى کل جوانب الحياة فجاء منهجاً متکاملاً لتربية الفرد ، لم يترک صغيرةً ولا کبيرةً الا أحصاها وعالجها , حيث قال تعالى : ﴿ مَا فَرَّطنَا فِى الکِتَابِ مِن شَيئ ﴾ (الانعام:38) , ومن ثمَّ تميز عن کل مناهج الارض بشموله ويقظته وتصوره لکل ما يمکن أن يشغل الانسان فى أى زمان ومکان . ( محمد صالح , 1994 : 2 )
يُمثل التعليم الثانوى العام رکناً أساسياً من أرکان التنمية البشرية ، کما أنه من أهم المعايير القومية لهذا التعليم هو استخدام التعلم النشط وتنمية مهارات الذکاء الاجتماعى وتنمية مهارات التفکير وضرورة اتاحة الفرصة للطالب لکى يُفکر ويتخذ القرارات ويحل المشکلات ويُطبق المعرفة التى يکتسبها من خلال مناهجه ، لذا يحرص القائمين على العملية التعليمية بالاهتمام بهذا التعليم وتطويره فى الآونة الحالية .
فلقد ميز الله الانسان عن سائر مخلوقاته بالعقل الذى هو أرقى سمة يتسم بها الانسان , والذى به يستطيع أن يتخير الدين القويم الذى يُحب أن يعتنقه , والقيم التى يُحب أن يمثلها . ولذلک فإن التحدى الأکبر لمجتمعنا العربى والإسلامى هو الإعتراف بأهمية عمل العقل القائم على مهارات التفکير .
وبما أن التعليم الثانوى يشمل فى طياته الطلاب العاديين , فإنه أيضاً يشمل فى طياته فئة الطلاب المکفوفين المنتمين لمرحلة المراهقة ، التى تعد من أهم المراحل فى التکوين النفسى والعقلى والاجتماعى والخلقى ... والتى يحتاج فيها إلى اکتساب اتجاهات إيجابية حول الموضوعات التى يدرسها والتى تساعده على مواصلة الدراسة الجامعية .
الأمر الذى يؤکد على ضعف بعض مهارات التفکير لدى طلاب المرحلة الثانوية بصفة عامة والمکفوفين منهم بصفة خاصة . وﺇن مَن يُلاحظ التربية عندنا يجدها منقوله فى معظمها عن الغرب ... والتى کانت سبباً فيما نراه من الاهتزاز العقائدى والانحلال الأخلاقى والتفکک الاجتماعى والتخلف الحضارى والتصلب الفکرى . .. فإذا کنا نريد صلاحا تربويا شاملا يجب علينا أن نعود إلى القرآن الکريم هذا الکتاب الخالد .
وفى ضوء ما سبق فقد ظهر الاحساس بالمشکلة لدى الباحث من خلال أمرين :
الأول بعد اطلاع الباحث على مجموعة من الدراسات والتى کانت تستهدف تنمية مهارات التفکير کالتفکير التخيلى والاستدلالى لدى الطلاب فى مختلف المراحل التعليمية ، فلم يجد الباحث فى حدود علمه ، دراسة تربط بين تنمية مهارات التفکير التخيلى والاستدلالى لدى طلاب المرحلة الثانوية العامة المکفوفين من خلال تدريس علم الاجتماع .
الثانى يرى الباحث ضرورة البحث عن دراسات مستفيضة ومثمرة يکون أساسها القرآن الکريم والسنة النبوية لأنهما مصدرى التشريع الاسلامى ، والحقيقة يتعجب الباحث عندما يبحث بعض التربويين والباحثين المسلمين اليوم هنا وهناک عن أساليب ووسائل تربوية غير التربية الاسلامية , مع أن بين أيديهم کتاباً لا يغادر صغيرة ولا کبيرة إلا إحصاها , وسنه مطهرة واضحة تفسر لهم کل مبهم وغامض وکأنهم حقاً يستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير .