الشعر سجل العرب کان ولا يزال (وهو موقظ الأمم وباعث الشعوب ورسول الانقلابات في الآراء والتقاليد)[1] لذلک هو مرتع خصب لإنتاج الدراسات حول أساليب الشعراء وتعبيراتهم عن هموم الأمة وقضاياها، وفي السطور القادمة سنتناول بالحديث الشاعر الکويتي د. عبد الله العتيبي، وکيف طوع الأسلوب الإنشائي لخدمة رأيه في القضايا المعاشة من حوله، ولقد تم تسليط الضوء على هذه الظاهرة من خلال ديوانه مزار الحلم والتي أدى انتشارها الواسع في هذا الديوان لأن تکون سمة بارزة من سمات الديوان ومنهجا سلکه الشاعر للتعبير عن آرائه وأحاسيسه، وديوان مزار الحلم وهو الديوان الأول للشاعر د. عبد الله العتيبي يعتبر صوتا قوميا بامتياز حيث عبر فيه شاعره عن هموم أمته وقضاياها ولعله عمد إلى ظاهرة الأسلوب الإنشائي لأمرين أساسيين : الأول أن الواقع العربي في حالة ما بين التصديق والتکذيب، تصديق ما حدث لأنه واقع معاش، وتکذيبه لأنه واقع غير مرغوب وصدمة للأمة التي اعتادت الانتصارات والقيادة، والأمر الثاني لأن الأسلوب الإنشائي بطبيعته غير القابلة للتصديق والتکذيب يحمل أهم المشاعر التي يعيشها الشاعر من حسرة وحيرة وألم وحزن، فالأسلوب الخبري يضعنا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التصديق وإما التکذيب، بينما يفتح لنا الأسلوب الإنشائي آفاق عديدة ودقيقة في إيصال بعض المشاعر التي تعيش في حالة رمادية بين التصديق والتکذيب .
[1] المازني، عبد القادر : الشعر : غاياته ووسائطه، ط2، بيروت ، دار الفکر ، 1990 ، ص35 .