الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله وبعد ...       لم يکن علماء التفسير في کل عصر ببعد عن الابتکار والتجديد في مؤلفاتهم وفکرهم ومناهجهم بل کان لهم قد السبق والظفر بذلک من خلال ما تقرأه لهم من کتب ، وما حوته المکتبات من مؤلفات تؤکد أنها کانت سمة غالبة وموجودة عند علماء التفسير، وأقل شاهد على ذلک ما نراه من إعداد وتنوع في التفاسير التي تزخر بها مکتبات العالم الإسلامي وغيره وما ذلک إلا دليل على أن التجديد والابتکار الذي لم يقتصر على علوم معينة بل کان لعلم التفسير الحظ الأوفر والنصيب الأکبر الملموس ، وإني من خلال هذا البحث أسلط الضوء على بعض النماذج وأستعرض بشکل مجمل لعلماء وضعوا قواعد وأسس التفسير ومنهم من ابتکر وأوجد طرقا ومناهج جديدة کعلماء البلاغة وعلماء النحو وغيرهم، وکل علم ارتبط بالقرآن قدم لنا علماً استند عليه کل عالم تفسير في کتابه ، وما انتهجه من منهج فأعطى لوناً مغايراً ومختلفاً عن تفسير غيره، وسوف أعرض بعض التفاسير وطريقة  أصحابها في تأليفهم ومنهجهم لأبين الابتکار والتجديد الذي وضعه صاحبه في تفسيره وسار عليه