إن البحث العلمي أساسٌ لتقدُّم الدول ورقيِّها؛ حيث ارتبطَت خطط التنمية في کثيرٍ من الدول بإنشاء عديد من المراکز البحثيَّة المتقدمة، کما أنَّ مستجدَّات الممارسات الحديثة في المجالات المختلِفةِ ارتبطَت کذلک بنتائج البحثِ العلمي، من هذا المنطلَق حرَصَت الدولُ المتقدِّمة على دعْم البحث العلمي في کافَّة المجالات، ويعدُّ مستوى الدَّعم المادِّي، وعدد الأوراق العلميَّة التي تُنشر، ومعدُّل النَّشر السنوي للباحث - أهمَّ المؤشِّرات التي يمکن استقراؤها للتعرُّف على مدى تفوُّق تلک الدول واهتمامها بالبحث العلميِّ، وإذا ما تمَّت مقارنة الدول المتقدِّمة بالدول العربيَّةِ فيما يتعلَّق بحجم تلک المؤشِّرات، نلحظ فجوةً واسعة بين تلک الدول ودولنا العربيَّة. (البرجاوي ،2016م)
ويتزايد اهتمام الدول المتقدمة بالبحث العلمي عامةً والدراسات المستقبلية خاصة يوماً بعد يوم، وذلک نتيجة للثورة التکنولوجية التي يعيشها العالم اليوم، وسعياً من تلک الدول إلى استمرار هيمنتها الاقتصادية والسياسية والثقافية على العالم، وهي تعتمد على نتائج الدراسات المستقبلية إيماناً منها بأهمية تلک الدراسات في رسم صور للمستقبل المرغوب ولاختيار من تلک الصور ما يلائم غاياتها، کما أن للدراسات المستقبلية دوراً في التنبؤ بالمشکلات التي قد تواجه أو تعيق التنمية في المستقبل بالإضافة إلى ذلک القدرة على اکتشاف الموارد والطاقات من خلال تکوين نظرة شاملة طويلة المدى وبالتالي الوصول إلى مستقبل أفضل .(منصور ،2016،ص29)