يقصد بمفهوم النمو السکاني للأميين التغيرات التي تحدث في حجم السکان الأميين في أي مجتمع وسواء بالزيادة أو النقصان، والتي ترتبط بمجموعة من العناصر السکانية کالهجرة والترکيب العمري والنوعي والاقتصادي وخصوبة السکان، کما تتأثر بتفاعل الهجرة مع الزيادة السکانية (John c. Hudson, 1980, p.361)، حيث يؤثر النمو السکاني عامة وللأميين خاصة على طبيعة المجتمع وخصائصه وقدرته على التغير العددي والنوعي، واستقراء ظروف المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية واتجاهات السياسات السکانية، والتعرف على اتجاهات النمو السکاني لکل من السکان الأميين و السکان من 10 سنوات فـأکثر في المستقبل، لوضع تصور مستقبلي لاحتياجات السکان الأميين وسبل مواجهة الأمية ووضع حلول لمعالجتها.
وتتحدد أبعاد الأمية في ثلاثة محاور رئيسية تؤثر وتتأثر ببعضها البعض، الأول منه يتمثل في النمو السکاني ومکوناته، والثاني التوزيع الجغرافي وما يرتبط به من مناطق الترکز والانتشار والتخلخل، أما الأخير فيتمثل في الخصائص السکانية المختلفة، وترتبط تلک المحاور ببعضها البعض فيعد النمو السکاني موجها للحجم والذي بدوره يؤثر على نمط التوزيع والترکز والانتشار للسکان، مما يترتب عليهما شکل الخصائص النوعية والعمرية للسکان ثم ما يترتب عليها من أثار على خصائص السکان التعليمية والزواجية ، حيث تعد باقي عناصر الترکيب المکتسبة للسکان فهي نتاج لمقدرة المجتمع على توفير الخدمات لأفراده سواء في الحضر أو الريف ( جودة جودة، فتحي أبو عيانة، 2006، ص 129).