تعتبر اللغة وسيلة أساسية للتواصل الإنسانى للتعبير عن الذات وفهم الآخرين ؛ کما أنها وسيلة مهمة من وسائل النمو العقلى والمعرفى والانفعالى ؛ فاللغة نظام من الرموز يمثل المعانى المختلفة والتى تسير وفق قواعد محددة , وهى جزء من السلوک الإنسانى حيث تتخلل أفکارنا وتستخدم فى علاقاتنا مع الآخرين ؛ فجميع المعرفة الإنسانية مخزونة وتنتقل بواسطة اللغة .
إن ما يحدث من إکتساب وتعلم اللغة أثناء تطور الطفل من أکثر علامات الذکاء الإنسانى ليس فقط لأن استخدام اللغة يمثل أحد الخصائص الإنسانية , ولکن لأنه يخدم کعنصر أساسى فى جميع مراحل الإنجاز التعليمى , حيث تمثل القدرة على إکتساب واستخدام اللغة واحدة من أکثر الملامح المميزة للإنسان فبدون اللغة سوف يکون فهم المعانى المتبادلة والقيم والتقاليد مستحيلًا .
فالأطفال يتعلمون اللغة من بيئتهم بالاستماع لمن حولهم , ثم يتمرنوا على ما استمعوا له ، وعادة ما تکون بداية تعلم اللغة من خلال مقدرتهم على نطق کلمة أو کلمتين بصورة واضحة وکافية لمعرفة معناها من قبل الوالدين ؛ کما أن بإمکانهم أن ينفذوا طلبات بسيطة وأن يستجيبوا لبعض الأسئلة , وعادة ما تنمو لدى الأطفال المهارات اللغوية وتستمر فى مرحلة الروضة ، وبهذه الفترة يتمکن الطفل من إخبارنا بقصة ذات تسلسل منطقى ، وفى حالات أفضل يتمکن من العد ومعرفة الحروف , واللغة بالنسبة للطفل فى هذه الفترة مکونة من الاستماع والتحدث .
وعندما يدخل الطفل المدرسة تزداد خبرته اللغوية لتشمل القراءة والکتابة حيث يصبح الطفل قادرًا على جمع الکلمات فى عبارات ذات معنى ، وکلما تقدم الطفل خلال المراحل المبکرة من التعليم فإنه يکتسب الکفاءة اللغوية إذا قام بتطوير لغته الداخلية Indicative Language)) ولغته الاستقبالية (Receptive Language) وکذلک لغته التعبيرية Expressive Language)). (لينا عمر, 2009, ص 32)