الحمد لله الذي حلى ألسنتنا بأجمل اللغات، وأنطقنا بمنطق القرآن الذي أفصح ببيانها، والصلاة والسلام على خير من تکلم بلسانها؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: اللغة من أعظم الهبات التي وهبها الله سبحانه وتعالى للبشر، وذلک على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم، ولا يمکننا تخيل الحياة من غير وجودها، فلها فضل کبير في کل ما وصل إليه الإنسان. وإذا صدق هذا على اللغات عامة، فإنه يصدق على لغتنا العربية خاصة، فهي وسيلة الاتصال والتفاهم ونقل التراث من جيل إلى جيل، وهي الأداة التي يستخدمها المجتمع في نشر الثقافة بأوسع معانيها بين أبنائه.