لقد أصبحت رعاية ذوي الحاجات الخاصة ضرورة ملحة للحکم علي تقدم المجتمعات، ولذا تحاول الدول أن تقدم کافة الخدمات الاجتماعية والنفسية والصحية لهم ، بغية توفير کافة حاجاتهم في المجال العقلي المعرفي والانفعالي والدافعي ، وذلک للحاجة الملحة لمساعدة المعاقين في التعلم والتأهيل .
ونظرا لاهتمام جميع الدول برعاية مواطنيها بشکل عام ، فإنها تسعي لتقديم الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والنفسية ، لذوي الحاجات الخاصة وخاصة الأطفال المعاقين عقليا ، تماشيا مع الاهتمام العالمي لتقديم الخدمات المختلفة والتي من أهمها إدماجهم شخصيا واجتماعيا في أنشطة الحياة المختلفة للتعرف علي النماذج المضيئة والإبداعات الفنية علي مر الأيام ، وذلک لما عانته تلک الفئة من ذوي الحاجات الخاصة وهي جديرة بالاهتمام والرعاية ، واستغلال ما لديهم من طاقات وإمکانات وقدرات مهما کانت محدودة بحيث يصبح هؤلاء الأفراد دعامة إنتاج لا عالة علي الآخرين .
لذا احتلت دراسة هذه الفئة من الأطفال اهتمام العديد من الباحثين ليس فقط من أجل التعرف علي مسببات الإعاقة العقلية وتشخيص حالته أو تصنيف فئاته المختلفة ، بل إلي محاولة دمج هذه الفئات في الحياة اليومية ، وکذلک إشراکهم في سوق العمل من أجل الاستفادة من إمکانياتهم ومساعدتهم علي الاعتماد علي أنفسهم في تصريف شئونهم حتى يشعروا بإنسانيتهم .  ( عبد العزيز الشخص ، 2010   ، 61 )
ولقد أوصت العديد من المؤتمرات التي عقدت بهدف الاهتمام بالأطفال المعاقين عقليا وإلقاء الضوء علي جودة العملية التعليمية وإجراءات التدريب والتأهيل من حيث الفنيات المستخدمة والبرامج المعدة خصيصا لهذه الفئة .
کما أوصت أيضا بضرورة تحقيق مبدأ التکافؤ بين فئة المعاقين عقليا والأسوياء ، أيضا تدريب هؤلاء الأطفال علي کافة ميادين الحياة الاجتماعية والثقافية والمهنية ليکونوا مواطنين صالحين لأنفسهم ولمجتمعاتهم ، وبهذا يتحقق مستقبل أفضل للملايين من المعاقين في الوطن العربي ( مؤتمر اتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة 2007 ، 42 ) ،( تهاني منيب ، 2010 )
ونظراً لقلة وجود دراسات کافية – على حد علم الباحثين – وخاصة في الدول العربية تتناول إعداد مقاييس حول المهارات الأکاديمية للأطفال ذوى الإعاقة العقلية البسيطة ، فإن البحث الحالي سوف تقوم على إعداد مقياس المهارات الأکاديمية للأطفال ذوى الإعاقة العقلية البسيطة .