يتحدد موضوع الدراسة الراهنة حول دور الجمعيات الأهلية في فاعلية مشروعات التنمية المستدامة في ظل الظروف الراهنة، فقد کان للجمعيات الأهلية وما تنفذه من برامج ومشروعات تنموية أکبر الأثر في الإنتقال بالمجتمع من مرحلة التنمية إلي التنمية المستدامة، ولکن کما يقال تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد جاءت جائحة کورونا لتؤثر تأثيراً سلبياً على العالم أجمع، وضربت الاقتصاد العالمي بصورة تخطت الکساد العالمي عام 1929، وتأثرت الکثير من الأهداف الأُممية للتنمية المستدامة، کما تسببت الجائحة في انعدام الأمن الغذائي لنحو 35 مليون شخص حول العالم. وکأن عجلة الحياة تعطلت خلال عقد اتسم بتسارع العمل نحو تحقيق التنمية المستدامة، عطلها تهديد صحي عالمي أصاب المنطقة العربية بأضرار جسيمة.
ونظراً لأن منظمات المجتمع المدني تلعب دوراً محورياً في عمليات التنمية بکافة أشکالها، وبالتالي تتعدد محددات نجاح هذه المنظمات في التأثير علي سياسات التنمية المُستدامة، تبعاً لما تتمتع به هذه المنظمات من قدرات إدارية ومحاسبية وتنمية روح العمل الجماعي، والقدرة علي التخطيط الإستراتيجي أو ما يُطلق عليه بناء القدرات. واعتمدت الدراسة علي المنهج الوصفي التحليل لمناسبته لموضوع الدراسة مع الإستعانة بالإستبيان في جمع البيانات، وتوصلت الدراسة إلي عدد من النتائج الهامة من بينها زيادة عدد منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال التنمية، وهو ما يعکس عدم قدرة الدولة عن تقديم کافة الخدمات الأساسية للمواطنين، وبالتالي تطوير القدرات التي تشجع علي إيجاد علاقات شراکة تربط المواطن بالدولة.