"تداخل الأجناس"، والأنواع الأدبية مصطلح من المصطلحات النقدية التي أخذت في الرواج والانتشار، وهناک من يتشيعون لها على حساب المدارس والاتجاهات النقدية الأخرى، بل وهناک من يقلل من قيمة أدبنا العربي القديم؛ لأنه لا يعدو کونه يشکل جنسين أدبيين فقط هما: الشعر والنثر، أو أن هذا الأدب لا يصلح للدرس النقدي الحديث؛ لأنه عاجز عن ذلک؛ نقدا وإبداعا، من هنا کانت هذه الدراسة التي تحمل عنوان: "السرد الشعري في رائية الخريمي؛ دراسة في تداخل الأجناس الأدبية".  هذه القصيدة التي جاءت نسيج وحدها في بابها؛ مرَّ عليها ما يزيد على ألف ومئتين وخمسين سنة؛ رائدة في فن رثاء المدن في شعرنا العربي کله، وهو ما أغفله عمدا أو جهلا کثير من نقادنا الذين أرخوا لأدب هذه الفترة من تاريخنا العربي؛ ورائدة في تحقق تداخل الأجناس الأدبية فيها ومنذ فترة باکرة؛ تسبق المصطلح نفسه بثلاثة عشر قرنا.